لم تكتف الولايات المتحدة بالعقوبات التي فرضها مجلس الأمن على إيران ولا بالعقوبات المماثلة التي فرضتها هي نفسها الى جانب عقوبات الاتحاد الأوروبي، فعملت على دراسة رزمة جديدة من هذه الاجراءات المشددة التي تتذرع بالنشاط النووي الايراني، حيث اتفق مفاوضون من مجلس النواب ومجلس الشيوخ على مجموعة من العقوبات التوافقية تهدف إلى الحد من إيرادات النفط، وفي مقابل ذلك، حذر قائد مقر «خاتم الأنبياء» للدفاع الجوي الإيراني العميد فرزاد إسماعيلي، من أن قواته ستكون بمثابة «إعصار مدمّر للدول التي تهدد ايران الإسلامية». واتفق مفاوضو مجلسي الشيوخ والنواب الأميركيين على حزمة العقوبات الجديدة ضد ايران، حيث املوا باقرارها قبل بدء عطلة الكونغرس في مطلع الاسبوع المقبل. ويحث الرئيس باراك أوباما في مشروع القانون الجديد على تحديد ما إذا كانت الشركات الإيرانية الرئيسية للنفط والناقلات لها صلة بالحرس الثوري الإيراني مما سيؤدي إلى فرض عقوبات على الشركات التي توفر خدمات التأمين وإعادة التأمين لشركات النفط والناقلات الوطنية.
كذلك، ينص على فرض عقوبات على شركات الشحن التي تنقل النفط الإيراني، ومعاقبة شركات الشحن التي تغيّر العلم المرفوع على السفن أو تطفئ أنظمة التعقب لمحاولة تجنب العقوبات. ويفرض المشروع عقوبات على الشركات المُشاركة في شركات مشتركة مع إيران مرتبطة بالطاقة، ومعاقبة الشركات الأميركية الأم التي تتعامل الشركات الأجنبية التابعة لها مع إيران.
كذلك يتضمن توسيع تعريف «المعاملات المالية» القابلة لفرض عقوبات، والتدقيق أكثر في الخدمات التي تقدمها شبكة الاتصالات المالية العالمية بين المصارف (سويفت) وغيرها من الشركات المقدمة لخدمات التحويلات المالية عبر الرسائل والتي تساعد المصارف الإيرانية على تحويل الأموال الكترونياً.
في المقابل، اعتبر الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، أن على ايران أن تحد من اعتماد اقتصادها على صادرات النفط الخام وذلك في الوقت الذي تتعرض فيه صادراتها هذه لعقوبات اميركية واوروبية. وقال نجاد، حسبما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية الايرانية (إرنا)، «يجب وقف صادرات النفط الخام. وهذا شيء ممكن القيام به»، وذلك في كلمة القاها خلال احتفال بافتتاح قسم من مصفاة تكرير طهران يتيح زيادة انتاج البنزين بنحو ثلاثة ملايين ليتر اضافية.
وشدد الرئيس الإيراني على ضرورة قيام ايران ببناء المزيد من مصافي التكرير لتغطية الاستهلاك المحلي من الوقود وأيضاً امكانية تصدير مواد مكررة وهو ما تقوم به حالياً على نطاق صغير مع افغانستان والعراق ودولة الامارات وسلطنة عمان وأرمينيا.
من جهة ثانية، نقلت وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء عن العميد اسماعيلي، قوله أمس، «إن الدفاع الجوي في البلاد هو بمثابة اعصار مدمر للدول التي تهدد ايران الاسلامية». وأضاف ان «منظومات الدفاع الجوي تؤدي واجبها وترد سريعاً ضد أي تهديد». وحذر الدول التي تطلق تهديدات ضد ايران من «ألّا يختبروا الإعصار المدمر للدفاع الجوي الإيراني».
(أ ف ب، يو بي آي)