نواكشوط | وسط تداعيات لم يسبق لشمال مالي أن شهدها، يعاني أبناء الإقليم من مسلكيات يوظف الدين في تبريرها، حيث قام المسلمون المسيطرون على الإقليم بجلد مدخنين في مدينة تمبكتو بعدما كانوا قد حرموا من السجائر والمشروبات الكحولية وغيرها. وفي غاو، نقل المذيع عبد الملك مايغا إلى المستشفى بعد تعرضه للضرب على أيدي الإسلاميين لأنه نقل معلومات عن تظاهرة ضد قطع يد سارق. وأفادت مصادر صحافية في غاو بأن «مايغا تعرض لضرب مبرح على أيدي إسلاميين وهو في المستشفى، وقد استعاد وعيه لكنه لا يزال يشعر بآلام شديدة». واحتجاجاً على التعرض لمايغا، تظاهر المئات في غاو، وأقدموا على إحراق سيارة مسؤول في حركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا التي تسيطر على المدينة، قبل أن يفرقهم الإسلاميون بإطلاق النار في الهواء.
وعلى صعيد متصل، وللمرة الأولى منذ سيطرتهم على شمال مالي قبل أربعة أشهر، قطع الإسلاميون يد سارق دراجة على مرأى من عشرات الأشخاص في ساحة عامة في بلدة انسونغو الواقعة الى جنوب غاو. وذكر قياديون في حركة التوحيد والجهاد أن الحكم بحكم السارق جاء تنفيذاً لأحكام الشريعة الإسلامية، كاشفين عن تنفيذ عمليات قطع أيد أخرى قريباً بحق سارقين.
وتعليقاً على ما جرى، اعتبرت الحكومة المالية أن التجاوزات التي يرتكبها الإسلاميون في شمال مالي «تجعل الخيار العسكري (خطوة) لا مفر منها» لإعادة السيطرة إلى هذا الشطر من البلاد.
وأورد بيان لوزارة الإعلام صدر إثر إعلان قطع يد السارق في أنسونغو، «مع مرور الوقت، وفيما تتكثف الجهود من أجل حل تفاوضي، فإن ممارسات الإرهابيين وتجار المخدرات التي تتخذ طابعاً دينياً مزيفاً تجعل الخيار العسكري (خطوة) لا مفر منها». وأضاف البيان إن «المتطرفين الذين يحتلون شمال مالي، عبر قطعهم يد أحد سكان أنسونغو، يضيفون عملاً شائناً آخر الى قائمة طويلة من التجاوزات ضد السكان». وأكدت الحكومة أن «سلوك هؤلاء غير المنطقي يبرر العقوبات التي أوصى بها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمام مجلس الأمن الدولي أخيراً».