استبعدت طهران أمس هجوماً اسرائيلياً «غبياً» على منشآتها النووية، بينما رأى وزير دفاعها الجنرال أحمد وحيدي، أن تهديدات إسرائيل للجمهورية الإسلامية بضربة عسكرية ضد منشآتها النووية، «إشارة إلى الضعف والخوف وليست دليلاً على القوة»، حسبما نقلت عنه وكالة «ايسنا». وقال وحيدي «إن النظام الصهيوني الضعيف الآيل الى الزوال لا يملك بالتأكيد القوة ولا الارادة للصمود أمام ايران»، واصفاً القادة الاسرائيليين بأنهم «بلا عقل» و«دعاة حروب».
ونقلت وكالة «مهر» الايرانية للأنباء عن وزير الدفاع قوله «القادة الاسرائيليون يلجأون الى الحرب النفسية ضد ايران»، محذراً من أن اسرائيل تتجه نحو تدمير «آلتها الحربية» عبر تصريحات «إثارة الحرب».
وأفادت «مهر» أن وحيدي، الذي كان يتحدث عن يوم القدس العالمي الذي يصادف يوم الجمعة المقبل، اعتبر يوم القدس بأنه اليوم الذي يأمل فيه مسلمو العالم ان تتحرر فيه المدينة التاريخية عاصمة فلسطين المحتلة، قائلاً: ان «المشاركة المليونية للشعب في يوم القدس العالمي تساعد في تحرير القدس من الصهاينة».
وقال وحيدي «اذا استطعنا ايجاد معاهدات قوية استراتيجية بين الدول الاسلامية للدفاع عن القضية الفلسطينية فلن يبقى امام الكيان الصهيوني الا الرضوخ لارادة الشعب الفلسطيني».
وحول التهديدات الاسرائيلية بالحرب ايضاً، استبعد المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية رامين مهمانبرست، قيام اسرائيل بهجوم «غبي» على ايران، قائلاً إن الاسرائيليين «سيتحملون العواقب الشديدة لمثل هذا العمل». وتابع ان «في حساباتنا، لا نأخذ على محمل الجد كثيراً» هذه التهديدات. واضاف مهمانبرست ان «تكرار مثل هذه التصريحات ناجم عن مشاكل داخلية في النظام الصهيوني وانقسامات عميقة بينهم والأزمة الاجتماعية الضخمة القائمة» لديهم.
وكانت الولايات المتحدة قد كررت القول إنه لا يزال هناك وقت لمواصلة الجهود الدبلوماسية لتسوية مسألة الملف النووي الايراني على الرغم من حديث اسرائيل المتزايد عن الخيار العسكري. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني، على متن طائرة الرئاسة، «ما زلنا نعتقد ان هناك مجالاً ومتسعاً من الوقت للدبلوماسية والفرصة قائمة لإيران لتستفيد من هذه العملية».
وفي إشارة محتملة الى محادثات أميركية مع حكومة نتنياهو، أكد كارني ان واشنطن قالت بوضوح «لشركائها» ان هناك متسعاً كافياً من الوقت لاقناع طهران بتغيير مسار الأمور. وأضاف ان «كل الأسباب تدفعنا الى مواصلة المحادثات في اطار مجموعة 5+1 بينما ما زال هناك متسع من الوقت ومجال».
وجاءت تصريحات كارني، بعد يوم من نشر الصحف الاسرائيلية في عناوينها الرئيسية معلومات عن احتمال شن الدولة العبرية هجوماً عسكرياً على المنشآت النووية الايرانية. ونقلت صحيفة «هآرتس» عن مسؤول اسرائيلي رفيع المستوى، قوله ان ايران «أحرزت تقدماً في انتاج وتكييف الرؤوس النووية» على صواريخ قادرة على الوصول الى اسرائيل. الى ذلك، ذكرت وسائل اعلام حكومية ايرانية، أن شخصين انتُشلا من تحت انقاض منزلهما بعد الزلزالين اللذين هزا السبت الماضي محافظة اذربيجان شمال غرب ايران. وقالت إن الناجيين في صحة جيدة وعثر عليهما في قرية قرب مدينة ورزغان شمال شرق تبريز.
كذلك، أعلنت وكالة أنباء فارس انه عُثر أمس على عدد من الجثث في مكان الزلزالين. وكان وزير الداخلية مصطفى محمد نجار، قد أعلن الأحد الماضي انتهاء عمليات الانقاذ، موضحاً انه لم يعد هناك أي ناجين. وانتقد مسؤولون رد فعل السلطات بعد وقوع الزلزالين في حين اشاد آخرون بسرعة تدخل أجهزة الطوارئ.
(أ ف ب، أ ب، رويترز، مهر)