وصف المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران، علي خامنئي، إسرائيل بأنها «ورم سرطاني» وأكبر مشكلة تواجه الدول الاسلامية في الوقت الحالي، مكرّراً بذلك تصريحات أدلى بها قبل أيام هو والرئيس محمود أحمدي نجاد، ولقيت انتقادات حادة. وفي كلمة لمناسبة عيد الفطر إلى كبار المسؤولين والسفراء المسلمين في طهران، قال خامنئي إن «القوى العظمى هيمنت على مصائر الدول الإسلامية على مدى سنوات، وزرعت الورم السرطاني الصهيوني في قلب العالم الاسلامي». وأضاف أن مسألة إسرائيل واحتلالها أرض الشعب الفلسطيني هي المشكلة الرئيسية التي تواجه الدول الاسلامية.
وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد رأى يوم الجمعة الماضي، أن إسرائيل «ورم سرطاني» سيزول قريباً، فيما أكد خامنئي، الأربعاء الماضي، أن إسرائيل «ورم صهيوني مصطنع» آيل إلى الزوال لا محالة.
في المقابل، دانت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاترين آشتون «بشدة التصريحات المشينة والحاقدة المهددة لوجود إسرائيل والتي صدرت عن المرشد الأعلى لجمهورية إيران الاسلامية ورئيسها». كذلك عبّر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في بيان، عن استيائه «إزاء التصريحات التي تهدد وجود إسرائيل، المنسوبة في اليومين الماضيين إلى المرشد الأعلى ورئيس الجمهورية الاسلامية الإيرانية».
في هذا الوقت، نقلت وكالة «إرنا» عن قائد القوة الجو ـــ فضائیة في الحرس الثوري الإیراني، العمید أمیر علي حاجي زاده، قوله إنه في حال قرّرت إسرائيل تحويل تهديداتها بضرب المنشآت النووية الإيرانية إلى أعمال فـ«سترحّب الجمهورية الإسلامية بهذا القرار، لأنها ستُمنح الفرصة لتخليص العالم من هذه الغدة السرطانية».
في المقابل، طالب رئيس حزب كديما والمعارضة الإسرائيلية، شاؤول موفاز، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتوضيح نياته بشأن هجوم إسرائيلي منفرد ضد إيران، محذّراً من سقوط عدد كبير من القتلى ومن المسّ بالجبهة الداخلية.
وبعث موفاز برسالة إلى نتنياهو طالبه فيها بعدم إرجاء أو تأخير الاجتماع الشهري بين رئيسي الوزراء والمعارضة بموجب القانون، وكتب في رسالته «أطلب عقد الاجتماع من دون تأخير، وموضوعه نيّتك في قيادة دولة إسرائيل إلى الحرب».
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن موفاز أرفق رسالته بملحق سري، بعث به أيضاً إلى وزير الدفاع إيهود باراك، والمستشار القانوني للحكومة يهودا فاينشطاين، ورئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست روني بار أون، وتضمن أسئلة تتعلق بجهوزية إسرائيل لحرب مع إيران والعلاقات الإسرائيلية ـــ الأميركية.
وطلب موفاز من نتنياهو إطلاعه على الموقف الأميركي الرسمي من خيار مهاجمة إيران، ومدى التفاهم بين حكومة إسرائيل والإدارة الأميركية في المستويات الاستخبارية والعسكرية والسياسية والاقتصادية.
وكتب موفاز في رسالته إلى نتنياهو «تواصل في الأيام الأخيرة تجاوز خطوط حمراء مهمة في أدائك وأداء قيادة حكومتك السياسي والأمني، وهذه استباحة مطلقة للنقاش العام في المواضيع الأكثر خصوصية من الناحية الأمنية، وتحولت إلى أمر اعتيادي لديك ولدى حكومتك».
وعن ضرب إيران، قال موفاز في رسالته إلى نتنياهو، إن «عملية عسكرية كهذه ليست أخلاقية وتفتقر إلى المنطق العسكري في الظروف الحالية». وخاطبت الرسالة نتنياهو «لا مفر من الاعتراف بأن حجم الهستيريا الهائل الذي تظهره يشير إلى خطورة الصورة الشاملة الظاهرة من وراء نياتك الحقيقية حتى الآن».
في هذه الأثناء، قال موقع «كيكار هشبات» الإلكتروني الديني الإسرائيلي أمس، إن يعقوب عميدرور، مستشار الأمن القومي لنتنياهو، زار الزعيم الروحي لحزب شاس الحاخام عوفاديا يوسف، في الأيام الماضية وأطلعه على معلومات بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وأفاد موقع «يديعوت أحرونوت» الإلكتروني بأن التقديرات السائدة في المؤسسة السياسية الإسرائيلية تشير إلى أن زيارة عميدرور ليوسف تأتي في إطار محاولات نتنياهو إقناع وزراء حزب شاس بتأييد هجوم محتمل ضد المنشآت النووية في إيران.
من جهته، قال رئيس أركان الجيوش الأميركية الجنرال مارتن دمبسي، إن إسرائيل والولايات المتحدة تختلفان في تفسيرهما لنفس المعلومات الاستخبارية بشأن برنامج إيران النووي. وأكد أنه يجري محادثات مع نظيره الإسرائيلي بني غانتس، بانتظام «مرة كل أسبوعين»، مضيفاً أن الإسرائيليين «يعيشون في قلق على وجودهم، ونحن لا نعيش في مثل هذا القلق».
وأكد دمبسي من جديد موقفه من أن أي ضربة عسكرية يمكن أن توجهها إسرائيل للمنشآت النووية الإيرانية ستعوق المشروع النووي الإيراني ولكنها لن تدمره.
وفي السياق، كشف تقرير صحافي، أول من أمس، أن أسراباً من طائرات مقاتلة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي أجرت في نهاية الأسبوع الماضي تدريباً مشتركاً كبيراً حاكى سيناريو حربياً وشمل مواجهة تعرضها لصواريخ أرض ـــ جو هدفها عرقلة الطائرات في تنفيذ مهماتها.
وأفاد موقع «واللا» الإلكتروني الإسرائيلي أن أسراب الطائرات انطلقت من قاعدة «رمات دافيد» الجوية في شمال إسرائيل وشاركت فيه طائرات مقاتلة من طراز «أف ـــ 16 دي» و«أف ـــ 16 سي»، وتدربت على قتال جوي أمام أسراب طائرات بوصفها «سرباً أحمر» معادياً ويستخدم أكثر الطائرات القتالية تطوراً من أجل تعظيم صورة الحرب.
من جهة أخرى، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن العراق يساعد جارته إيران على الالتفاف على العقوبات الدولية المفروضة عليها من خلال تهريب النفط والسماح لطهران بنقل مبالغ كبيرة من النقد من خلال عمليات مصرفية سرية. إلا أن بغداد نفت هذه الأخبار، وأكدت أن تجارتها مع إيران المجاورة واضحة وعلنية.
(أ ف ب، يو بي آي)