نواكشوط | تشهد بعض المناطق الشرقية الموريتانية المتاخمة لجمهورية مالي انتشار أسراب من الجراد الصحراوي، وصلت إلى الشرق الموريتاني خلال الأيام الماضية. وأبدى مسؤولون موريتانيون مخاوفهم من انتشار الجراد الصحراوي المهاجر، بعد ظهور هذه الأسراب التي يتزامن وصولها مع أمطار غزيرة طال انتظارها، في بلدٍ يعتمد على الأمطار في تنمية عشرين مليون رأس من الإبل والأبقار والأغنام. وحذر المدير العام للمركز الموريتاني لمكافحة الجراد الصحراوي، محمد عبد الله ولد باباه، من خطورة وصول الجراد، موضحاً أنه متخوف من وصوله إلى البلاد خلال الأشهر القليلة المقبلة، بسبب الظروف المناخية المواتية للتكاثر.
وأضاف ولد باباه، خلال تقديمه عرضاً عن القدرات المالية واللوجستية والبشرية للمؤسسة، إن آفة الجراد توجد في مناطق متاخمة لمقاطعة النعمة شرق البلاد بكثافة ستة آلاف فرد في الهكتار الواحد، وتجري متابعتها حالياً من فرق الوقاية والمعالجة التابعة للمركز الموريتاني لمكافحة الجراد الصحراوي. وقال إن المركز أعدّ خطة عمل تعتمد على ثلاث فرضيات لمعالجة الآفة، تتعلق الأولى بمعالجة ستين ألف هكتار تتولى الدولة تكلفتها المالية، أما الفرضية الثانية، فتتعلق بمعالجة مئة وخمسين ألف هكتار، والثالثة تتعلق بمعالجة ثلاثمئة ألف هكتار. وأوضح أن الفرضيتين الثانية والثالثة تتطلبان دعماً خارجياً، إضافة إلى مئة وثمانين ساعة طيران لكل واحدة منهما. وأظهر أن المركز يستعين بالبدويين الرحّل أحياناً لمعرفة وجود أو عدم وجود الآفة في بعض المناطق.
وتحدث ولد باباه، عن الآفاق المستقبلية للوضع الراهن، مبرزاً أن الوضع «صعب» بسبب قلة المعلومات الدقيقة بشأن تطور الآفة في عدد من دول الساحل نتيجة غياب الأمن.
ولا تبدو موريتانيا أسوأ حالا من جيرانها دول الساحل الأفريقي، التي يهدد الجراد اقتصادها المبني على الزراعة وتنمية الماشية على نحو بدائي، إذ أكد خبراء في الساحل الأفريقي أن بلدانهم ستكون في موقف لا تحسد عليه، بالرغم من موسم الأمطار المبشر بسبب آفة الجراد.
بدورها، أكدت الأمم المتحدة أنها تعير اهتماماً ملحوظاً للوضع الراهن لآفة الجراد في دول الساحل الأفريقي. وكشفت ممثلة منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة «الفاو» في موريتانيا، مريم مهمات نور، أن البنك الدولي ملتزم بدعم جهود دول الساحل لمواجهة الجراد المهاجر بما يناهز حوالى عشرة ملايين إلى خمسة عشر مليون دولار.