بدأت في إيران، أمس، أول الاجتماعات التمهيدية المتعلقة بقمة دول عدم الانحياز التي ستعقد في العاصمة طهران في 28 و29 الشهر الحالي، حيث باشر خبراء هذه الدول جلساتهم أمس، ممثلين 120 دولة نامية، فيما أمل وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، خلال الجلسة الافتتاحية، أن يكون هناك تضامن ضد العقوبات التي فرضها الغرب لمعاقبة بلاده بسبب أنشطتها النووية.
وأعلن المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في إيران، حسين نقوي حسيني، أن الوفود المشاركة في قمة حركة عدم الانحياز في طهران، ستتفقد المراكز النووية والصناعية والدينية والعلمية والثقافية للتعرف على آخر الإنجازات التقنية والدفاعية في إيران.
وفي السياق، أعلن مساعد وزير الخارجية للشؤون الدولية، مهدي آخوند زادة، أن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الذي يشارك في القمة، سيزور محافظة أصفهان (وسط البلاد)، حيث يوجد مفاعل نووي لتخصيب اليورانيوم.
أما صالحي، فقال، في بداية الجلسات التحضيرية لخبراء الدول الأعضاء في الحركة التي تضم 118 دولة، «يجب أن تعارض حركة عدم الانحياز بجدية. العقوبات الاقتصادية الأحادية الجانب التي فرضتها دول معينة على دول عدم الانحياز». وأكد ضرورة العمل لمنع كافة أشكال الاستعمار والتدخل الخارجي في شؤون الدول، معرباً عن دعمه سياسة عادلة لتحقيق حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني.
ورأى صالحي ان الحركة أكبر تجمّع للدول في العالم بعد منظمة الأمم المتحدة، مضيفاً أن النشاط الجماعي لدول الحركة سيساعد على إيجاد حلول سلمية لإنهاء النزاعات وإحلال الأمن والسلام في العالم، مشيراً الى أن حركة عدم الانحياز «تحارب الإرهاب الدولي المدعوم غربياً». وأشار إلى أن إيران عازمة على تجديد حياة حركة عدم الانحياز وتعزيزها بغية قيامها بدورها التاريخي، وتحويلها الى آلية نافذة لتحقيق مصالح الدول الأعضاء، مشدداً على ضرورة العمل لمنع كافة أشكال الاستعمار والتدخل الخارجي في شؤون الدول.
من جهة أخرى، دعا صالحي إلى تحديد جدول زمني لإزالة الأسلحة النووية وخضوع إسرائيل لذلك الجدول، مؤكداً على تطبيق المادة السادسة من ميثاق الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتفعيل اقتراح إيران بإيجاد منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط. وشدد على ان طهران لا تريد المواجهة مع أي بلد، مشيراً إلى أن كل ما تطلبه هو حقها الشرعي والعدالة ورفض المعايير المزدوجة.
ولفت وزير الخارجية الإيراني الى ان السلام الدائم والإدارة المشتركة للعالم، موضوعان سيناقَشان في اجتماعات قمة عدم الانحياز. وقال ان إدارة العالم يجب ان تشمل موضوعات مهمة وألا يتم تجاهل التحديات الأمنية والبيئية والاقتصادية التي تتطلب موقفاً موحداً وشاملاً من كافة الأطراف.
وسیحضر القمة ملكان و27 رئیساً و8 من رؤساء الوزراء و9 نواب رئیس و6 من المبعوثین الخاصین ونحو 25 وزير خارجیة، حسبما ذكر المتحدث باسم وزارة الخارجیة الایرانیة، رامین مهمانبرست.
وستتطرق القمة الى القضایا الدولیة والأزمات الإقليمية والشرق أوسطية، وخاصة فلسطین وأميركا اللاتینیة والقضایا المرتبطة بحقوق الإنسان والأمن الغذائي والصحة، بحسب مهمانبرست، الذي اشار الى أنه من المقرر وحسب اتفاق الاعضاء ان تتولى فنزويلا رئاسة حركة عدم الانحياز بعد إيران.
وأعلن عن إنشاء لجنة مؤلفة من 10 دول، باسم لجنة فلسطين، تتابع القضية الفلسطينية، وسيتم ادراج نتيجة بحوث ودراسات هذه اللجنة في مواضيع القمة.
وبشأن مشاركة الرئيس المصري، محمد مرسي، في القمة، ورداً على سؤال عمّا اذا كان مرسي سيمكث في طهران 4 ساعات فقط لتسليم رئاسة القمة الى نظيره الايراني محمود احمدي نجاد، قال مهمانبرست: إن «محمد مرسي باعتباره الرئيس الحالي لحركة عدم الانحياز، سيزور ايران على رأس وفد رفيع المستوى، الا انه الى الآن لا احد يعلم عن فترة مكوثه في طهران»، مشيراً إلى أن مرسي سیلتقي كبار المسؤولین الایرانیین خلال مشاركته في قمة طهران.
في هذا الوقت، أفادت صحف مصرية أول من أمس، أن مصر لا تعتزم إعادة العلاقات الدبلوماسية المقطوعة مع ايران منذ أكثر من 30 عاماً.
ونقلت الصحف عن المتحدث باسم الرئاسة ياسر علي، أن الزيارة، وهي الاولى لرئيس مصري الى طهران منذ قطع العلاقات، ستكون «بروتوكولية»، وانه «من غير المطروح في الوقت الحالي استئناف العلاقات الدبلوماسية».
في غضون ذلك، كلف الملك الأردني عبد الله الثاني أمس، عمه الأمير الحسن بن طلال ترؤس وفد بلاده إلى قمة طهران.
الى ذلك، أفادت وكالة «مهر» الايرانية للأنباء، أن مندوب روسيا لدى منظمة التعاون الاسلامي، قسطنطين شوالوف، سيلقي رسالة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نيابة عنه في مؤتمر حركة عدم الانحياز.
(يو بي آي، أ ف ب، إرنا، مهر)