فيما واصل خبراء دول حركة عدم الانحياز اجتماعاتهم التمهيدية للقمة السادسة عشرة التي تستقبلها طهران بعد غد الخميس والجمعة، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجیة الإیرانیة رامین مهمانبرست، أن أكثر من 80 دولة ستشارك في اجتماع وزراء خارجیة الدول الأعضاء في الحركة، فيما أعلنت وكالة «مهر» أن المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي، سيلقي كلمة خلال افتتاح القمة. وأفادت وكالة «مهر» الإيرانية، بأن خامنئي سيلقي كلمة في مراسم افتتاح مؤتمر القمة التي تعقد على مستوى ملوك ورؤساء وقادة الدول المشاركة في الاجتماعات، وذلك يوم الخميس المقبل في طهران. كما سيلقي الرئيس المصري محمد مرسي، الذي تولت بلاده رئاسة الحركة لمدة ثلاث سنوات، كلمة يشرح خلالها نشاطات مصر في حركة عدم الانحياز، ثم ينقل رئاسة الحركة الى نظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد.
في هذا الوقت، نفى المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية ياسر علي، أمس، ما ردّدته بعض وسائل الإعلام الإيرانية بشأن تنظيم زيارة للرئيس محمد مرسي لمفاعل نووي إيراني، للتأكد من سلمية الطاقة النووية الإيرانية والبرنامج النووي الإيراني.
من جهته، شدد وكيل وزارة الخارجية المصري، رمزي عز الدين رمزي، لدى وصوله الى مطار طهران، على أهمية العلاقات الإيرانية المصرية، قائلاً إن العلاقات بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومصر اكتسبت أهمية كبرى بعد انتصار الثورة الشعبية في مصر.
وعن اجتماع وزراء الخارجية، أوضح مهمانبرست في تصریح للصحافیین أمس، أن اجتماع وزراء الخارجیة للدول الأعضاء في حركة عدم الانحیاز، سیبدأ أعماله الیوم ویستغرق یومین. وأضاف إنه تمت دراسة 688 بنداً في إطار ثلاثة فصول تشمل القضایا الدولیة والإقلیمیة، خلال اجتماعات كبار الخبراء للدول الأعضاء في الحركة في طهران، وتم أمس تقدیم الحصیلة النهائیة للبنود المتفق علیها، مشيراً إلى أن كبار الخبراء للدول الأعضاء في الحركة، قاموا بدراسة هذه البنود في إطار لجنتین، سیاسیة واقتصادیة.
في هذه الأثناء، أفاد بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، بأن مبعوث الرئيس الإيراني، رئيس هيئة الحج والزيارة أحمد الموسوي، سلّم المالكي أثناء لقاء عُقد في مكتبه في بغداد أمس، دعوة من نجاد لحضور مؤتمر قمة دول عدم الانحياز. وكان المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ، قد أعلن أول من أمس، أن نائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي، هو من سيرأس وفد العراق الى مؤتمر القمة.
من جهة ثانية، هاجمت الرئاسة الفلسطينية بشدة، أمس، قيادة حركة حماس في قطاع غزة، على خلفية الموقف من الدعوة التي وجهت لرئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية، للمشاركة في قمة دول عدم الانحياز. وقالت الرئاسة الفلسطينية، في بيان، «لن نسمح لأي جهة كانت بأن تتجاوز منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني».
أما هنية فقال في بيان أمس، إنه «نظراً إلى التباينات في الساحة الفلسطينية وحرصاً منا على عدم تعميق الانقسام... وحرصاً منا على أن لا تظهر الجمهورية الإيرانية كأنها تدفع نحو تعزيز الانقسام... وبالنظر إلى التصريحات الملتبسة التي صدرت عن أكثر من مستوى بخصوص توجيه الدعوة، فإننا نبلغ اعتذارنا عن عدم حضور المؤتمر».
وأكد هنية، في بيانه، «الحرص الدائم على استمرار العلاقات بيننا وتطويرها بما يخدم مستقبل القضية الفلسطينية، واستثمار موقع الجمهورية الإسلامية إسلامياً ودولياً وإقليمياً لدعم صمود الشعب الفلسطيني»، معتبراً أن «أي كلام صدر خلاف ذلك لا يعبر عن موقف الحكومة الشرعية ولا عن حركة حماس».
وكثفت إيران الإجراءات الأمنية، فنشرت قوات أمنية كبيرة في البلاد استعداداً للقمة. وتم نشر نحو 110 آلاف من قوات الشرطة حول طهران. وعند مدخل الاجتماع التحضيري للقمة، حرص منظّمو القمة على وضع سيارات تعود لثلاثة علماء نوويين إيرانيين تمّ تفجيرها بهم في عمليات حصلت في إيران خلال العامين الماضيين، وألقت إيران مسؤوليتها على أجهزة الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية والبريطانية.
وتضم المنظمة التي تشكلت في عام 1961 أثناء الحرب الباردة، 120 بلداً تمثل معظم دول العالم النامي التي تعتبر نفسها غير منحازة، سواء لواشنطن أو لموسكو آنذاك.
في هذا الوقت، رأى وزير الخارجية البرازيلي أنطونيو باتريوتا، أن أي هجوم أحادي على إيران «سيكون كارثياً وسيشكل عنصراً خطيراً يساهم في زعزعة الاستقرار». وقال في ختام لقاء في باريس مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس، إن «عدداً كبيراً من الدول تعتبر أنه يجب تسوية المسألة الإيرانية ضمن الحوار».
(أ ف ب، يو بي آي، مهر، إرنا)