سرقت زوجة المرشح الجمهوري، ميت رومني، آن، الأضواء من المؤتمر الوطني للحزب في يومه الأول في تامبا ـــ فلوريدا، والذي ركّز الجمهوريون جهودهم خلال يومه الأول على شنّ حملة واسعة على الديموقراطيين، في وقت خرق فيه الرئيس الديموقراطي، باراك أوباما «الهدنة الانتخابية» وجال في أيوا وكولورادو ساخراً من الجمهوريين. وخلال المؤتمر الجمهوري، ألقت آن خطاباً لافتاً لاقى إعجاباً كبيراً وهدف الى اجتذاب أصوات النساء في الحملة الانتخابية وتغليب الجانب الإنساني، ولا سيما من خلال توصيف علاقتها بزوجها، الذي يواجه انتقادات بأنه بعيد عن الناس. وفي خطاب استمر عشرين دقيقة، تحدثت آن رومني، التي ارتدت ثوباً أحمر، عن علاقتها بزوجها، في مسعى منها لتحريك مشاعر المندوبين الـ 4400، الذين حضروا الى تامبا. وقالت «هذا المساء، سأتحدث معكم من القلب. هذا المساء، أريد أن أكلمكم عن الحب»، قبل أن تتحدث عن زواجها المستمر منذ 43 عاماً، والذي وصفته بأنه «زواج حقيقي» وليس «زواج قصص الخيال، مع الرجل الذي تحتاج إليه أميركا». وأضافت «هذا لن يفشل، هذا الرجل لن يدعنا نسقط، هذا الرجل سيحمل أميركا الى الأعلى»، في خطاب يهدف الى التركيز على الجانب الإنساني لدى ميت رومني وإقناع النساء بالتصويت له. وقالت في الخطاب «في القصص التي أقرأها، لم يكن هناك أبداً فترات طويلة من المطر خلال بعد الظهر أيام الشتاء، مع خمسة صبيان يبكون جميعهم في الوقت نفسه. وهذه الروايات لا يبدو أيضاً أنها تتضمن فصولاً عن التصلب اللويحي أو سرطان الثدي»، في إشارة الى المرضين اللذين عانت منهما.
وتابعت آن رومني، التي التقت زوجها عندما كانت في سن الـ 16 عاماً، «هل هو زواج من روايات الخيال؟ كلا، بتاتاً. ما لدينا هو زواج حقيقي». وفيما كانت آن تُلقي خطابها، ظهر رومني فجأةً على منصة المؤتمر، وقبّلها أمام آلاف المندوبين الجمهوريين. ووجه تحية للحاضرين قبل أن يجلس الى جانب زوجته على المنصة للاستماع الى آخر خطباء يوم أول من أمس، حاكم نيوجيرسي كريس كريستي.
وكان رومني وزوجته قد وصلا صباح أول من أمس الى تامبا، التي أُحيطت بإجراءات أمنية مشتددة. وقدّمت آن حلويات من صنعها للصحافيين في الطائرة التي أقلتهم الى تامبا.
من جهة ثانية، تعرض الرئيس الديموقراطي لهجمات عديدة خلال مؤتمر الجمهوريين الذين لم يتجنبوا انتقاده من على منصة المؤتمر في تامبا على غرار رئيس مجلس النواب جون بوينر الذي أعطى نصيحة واحدة للناخبين وهي «ارموه خارجاً».
من جهته، قال حاكم نيوجيرسي، كريس كريتسي، «حان الوقت لإنهاء هذا العهد القائم على قيادة غائبة في المكتب البيضاوي وإرسال زعماء حقيقيين إلى البيت الأبيض. أميركا تحتاج إلى ميت رومني وبول رايان (نائب الرئيس) ونحتاج إليهما حالاً».
ويستغل الجمهوريون فرصة انعقاد المؤتمر الحزبي لإقناع الناس بالحاجة إلى إزاحة أوباما عن منصبه والترويج لرومني الذي وجد صعوبة في التغلب على فجوة الشخصية الجذابة بينه وبين الرئيس، وكذلك للرد على منتقديه الذين يصورونه على أنه مسؤول تنفيذي سابق غير قادر على التواصل مع الناس.
في غضون ذلك، يرتقب أن تتسلط الأضواء فجر اليوم على نائب رومني، بول رايان، من خلال أكبر كلمة يلقيها خلال مشواره السياسي. ويتوخى رايان الحذر كي لا يلقى مصير سارة بالن، مرشحة نائب الرئيس في انتخابات 2008 عن الحزب الجمهوري، والتي هوت سريعاً بعدما كانت انطلاقتها كبيرة في بداية الحملة الانتخابية.
في هذا الوقت، أفاد أحدث استطلاع للرأي أجرته وكالة «رويترز» بأن رومني يقترب من أوباما، بحيث تقدم الأخير على الأول بنسبة نقطتين مئويتين (45 مقابل 43 في المئة) في استطلاع أجري على مدى أربعة أيام. وبذلك يضيق الفارق نوعاً ما عما كانت عليه نتيجة الاستطلاع السابق الذي كان أوباما متقدماً بفارق أربع نقاط.
أما الرئيس الديموقراطي، فيبدو أن لا يريد تضييع لحظة في الحملة الانتخابية، وبدلاً من الالتزام بالتقليد المتبع بأخذ هدنة في الحملة الانتخابية خلال المؤتمر الوطني للحزب المنافس، قام بحملة انتخابية بالتزامن مع المؤتمر الجمهوري في أيوا وكولورادو. وقال ساخراً من الجمهوريين، أمام حوالى ستة آلاف طالب، «سيكون لديهم الكثير من الأمور الرائعة ليقولوها عني! لكن ما لن تسمعوه من جانبهم هو الحديث عن طريق الى المستقبل يتصدى لصعوبات المرحلة الحالية». وأبدى أوباما عدم اكتراث بهجمات الجمهوريين، وقال إن جدول أعمال خصومه السياسيين في تامبا مخصص «لعرض ترفيهي مسل».
وفي تجمع بكولورادو، قال أوباما «لا يترددون في اختلاق أشياء حين يضطرون لذلك. إنهم يفعلون هذا بالفعل». وذكّر الحاضرين بأن برنامج الرعاية الصحية الذي وضعه، ويريد رومني إلغاءه، هو الذي جعل الطلبة يستمرون في الحصول على التأمين الصحي من خلال آبائهم.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، الأخبار)