أعلن حزب العمال الكردستاني أخيراً انتهاء عمله بالهدنة مع الحكومة التركية، التي أعلنها (والتزمها) من جانب واحد، قبل الانتخابات التشريعية. وجاء إعلان «الكردستاني» أمس على خلفية تصعيد القوات التركية من حملتها على الحزب والمناطق الحاضنة له، وتأكيد الرئيس التركي، الذي خرج حزبه ظافراً في الانتخابات، أن «لا مهادنة» مع الحزب.
«لقد أوضحنا على الدوام أننا مستعدون لوقف إطلاق نار ثنائي، لكن من غير الممكن البقاء دون تحرك»، قال «الكردستاني» في بيانه أمس، معلناً أن «مهلة تعليق العمليات من جانب واحد انتهت، نظراً للسياسة الحربية لحزب العدالة والتنمية» الإسلامي الحاكم، الذي أثبت بعد الانتخابات «أنه سيقود حكومة حرب». ودعت اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني الشعب الكردي إلى تصعيد نضاله «ضد فاشية حزب العدالة والتنمية»، متوعدةً بالرد على كل هجوم تشنه القوات الحكومية.
ويأتي إعلان «الكردستاني» بعد أيام على شن الطيران الحربي التركي غارات على مواقعه في جنوب شرق البلاد وفي شمال العراق، فضلاً عن عمليات برية نفذها الجيش التركي ضد معاقل الحزب. وكانت الهدنة المعلنة في 2013 بين الحزب والحكومة التركية قد انتهت بعد تفجير دامٍ استهدف ناشطين أكراد ويساريين في بلدة سروج؛ إذ حمّل الحزب وقوى عدة في المعارضة الحكومة المسؤولية عن الهجوم، لكن «الكردستاني»، وبعد الهجوم الانتحاري المزدوج الذي استهدف الشهر الماضي تجمعا معارضاً في أنقرة، أعلن أنه سيعلق عملياته العسكرية، باستثناء أعمال الدفاع عن النفس، في خطوة هدفت لخفض التوتر قبل الانتخابات التشريعية المبكرة التي جرت يوم الأحد الماضي.

دعا «الكردستاني» إلى النضال «ضد فاشية حزب العدالة والتنمية»

لكن الحكومة التركية لم تستجب لمبادرة «الكردستاني»، فواصلت عملياتها العسكرية ضد قواعد الحزب والمدن والبلدات التي تمثل معاقلاً له، في داخل تركيا وخارجها. وبعد فوزه الكبير والمفاجئ في انتخابات الاحد، واصل حزب العدالة والتنمية الحاكم هجومه العسكري ضد المتمردين الأكراد، كما واصل حملته القضائية والأمنية والسياسية ضد معارضيه كافة، ولم توفر حملة القمع وسائل الإعلام غير الموالية للحزب الحاكم وزعيمه الفعلي، الرئيس رجب طيب أردوغان، الذي تعهد يوم الأول من أمس «عدم المهادنة» في الحملة ضد «الكردستاني»، قائلاً إن «العمليات ستتواصل، على نحو حازم، ضد المنظمة الإرهابية، داخل تركيا وخارجها».
وأعلن الجيش التركي في بيان أصدره يوم أمس أن حصيلة الغارات التي شنها ضد الأكراد يوم أول من أمس كانت قتل «31 ناشطا»، كما أعلن البيان ارتفاع عدد ضحايا عمليته العسكرية البرية في ولاية «هكاري»، جنوب شرق البلاد، إلى 16 من عناصر «الكردستاني»، ومقتل جنديين تركيين. وأكد البيان استمرار العملية العسكرية ضد «مجموعات صغيرة للمنظمة، محصورة في القضاء». وفي السياق نفسه، أعلنت السلطات التركية أمس عن فرض حظر تجول في أحياء بولاية ديار بكر، جنوب شرقي البلاد. وأفاد بيان صادر عن الولاية بأن الحظر جاء في إطار تأهب أمني لتنفيذ عملية ضد عناصر «الكردستاني».
وفي سياق متصل، أفاد بيان صادر عن ولاية شرناق، جنوب شرقي البلاد، أن 10 مقاتلين من «الكردستاني» سلموا أنفسهم لقوات الأمن التركية، ليرتفع عدد الذين سلموا أنفسهم للسلطات الأمنية إلى 999 «إرهابيًا» منذ 21 آذار 2013.
(الأخبار، أ ف ب، الأناضول)