يلتقي نحو ستة آلاف مندوب ديموقراطي اليوم في شارلوت ــ كارولاينا الشمالية على مدى ثلاثة أيام، في هذا التجمع الكبير الهادف الى تقديم مرشحهم، كما فعل الجمهوريون ونصّبوا ميت رومني مرشحاً خلال مؤتمرهم في فلوريدا. ويتوالى عدة خطباء على منصة «تايم وورنر كابل أرينا»، المجمع الذي يضم 15 ألف مقعد في وسط هذه المدينة التي تعد 750 ألف نسمة، والتي أحيطت منذ أول من أمس بإجراءات أمنية مشددة.
ومن الصعب على الرئيس الأميركي باراك أوباما أن يكرر شعار «التغيير»، الذي حمله في عام 2008، لأنه أصبح يمثل حالياً السلطة القائمة، كما أن «الأمل» الذي تحدث عنه في الانتخابات السابقة تبدّد بالنسبة إلى كثيرين بسبب الأزمة الاقتصادية، ما أعطى ميت رومني، المقاول السابق والفاحش الثراء، فرصة لمهاجمة الرئيس المنتهية ولايته في المجال الاقتصادي.
وكما فعلت آن رومني في تامبا، ستحاول السيدة الاميركية الاولى، ميشال أوباما، تقديم صورة بعيدة عن السياسة وأكثر إنسانية عن زوجها في خطاب مرتقب مساء اليوم، فيما تغيب وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون عن مؤتمر شارلوت، لأنها تقوم بجولة آسيوية. وفي المقابل فإن زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون سيلقي كلمة مساء الاربعاء.
ويلقي جون كيري، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، يوم الخميس، كلمة تتناول الأمن القومي، وهو المجال الذي يرى أوباما أن أداءه فيه قوي جداً، من إنهاء التدخل الاميركي في العراق وتصفية زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن، فيما يلقي نائب الرئيس، جوزيف بايدن، خطاباً في اليوم نفسه، قبل أوباما. والأقليات التي يراهن عليها أوباما من أجل تحقيق فوز جديد ستأخذ حيزاً كبيراً في النقاشات على مدى ثلاثة أيام، إضافة الى المسائل الاجتماعية، مثل الإجهاض ووسائل منع الحمل، وهي تعتبر نقاط ضعف للجمهوريين، لا سيما لدى القاعدة الناخبة النسائية.
وأول من أمس، وصل الرئيس الاميركي الى ولاية أوهايو سعياً لتنشيط دعم قاعدة الاتحادات العمالية، بعدما اتهم خلال جولته الانتخابية في كولورادو منافسه الجمهوري بأنه لم يقدم أي فكرة جديدة. وفي كلمته أمام مؤيديه في كولورادو، انتقد أوباما رومني بسبب عدم تقديمه أي أفكار جديدة حول مستقبل البلاد. وقال أمام حشد ضم 13 ألف شخص في كولورادو «إنه أمر يستحق النظر فيه»، في إشارة الى خطاب رومني في اختتام مؤتمر الجمهوريين في تامبا ــ فلوريدا الخميس الماضي، والذي استمر ثلاثة أيام. وأضاف «رغم كل التحديات التي نواجهها في هذا القرن الجديد، ما قدموه خلال تلك الأيام الثلاثة كان برنامج عمل يليق أكثر بالقرن الماضي». وتابع «إنه إعادة، لقد رأينا ذلك سابقاً، قد تكونون شاهدتم ذلك على التلفزيون الأسود والأبيض».
وكان قد وصل أوباما الى توليدو أول من أمس، حيث كانت حشود في استقباله ترفع لافتات كتب عليها «أوباما 2012»، و«أربع سنوات إضافية»، و«توليدو صنعت سيارات «جيب»: شكراً السيد الرئيس». وتعتبر توليدو معقلاً لمصانع «جنرال موتورز» و«كرايزلر»، التي استفاد عمالها من خطة إنقاذ قطاع السيارات التي أقرّها الرئيس عام 2009 وقيمتها مليارات الدولارات.
ويقوم أوباما بجولة تستغرق أربعة أيام أطلق عليها اسم «الطريق الى شارلوت» بولاية كارولاينا الشمالية. والولايات التي تشملها الجولة تعتبر حاسمة في انتخابات تشرين الثاني، ولا سيما أن فرصه يهددها بطء الانتعاش الاقتصادي ونسبة بطالة تبلغ 8,3 في المئة.
وسبق أن زار أوباما أيوا وكولورادو ووصل أمس إلى لويزيانا التي ضربها إعصار. وإذا فاز في أوهايو، الولاية الحاسمة حيث تظهر استطلاعات الرأي تقدمه بفارق ضئيل على رومني، فسيكون الأوفر حظاً للفوز بولاية ثانية في البيت الابيض. ولم يفز أي جمهوري في الانتخابات الرئاسية الاميركية من دون الفوز في أوهايو.
ويزور أوباما اليوم أيضاً ولاية أخرى لم تحسم أمرها هي فرجينيا، قبل أن يغادر جواً الى شارلوت بولاية كارولاينا الشمالية غداً من أجل الاستعداد لخطابه أمام المؤتمر الوطني للحزب الديموقراطي.
(أ ف ب، يو بي آي)