لم يستطع خطاب السيدة الأولى الأميركية، ميشيل أوباما، في مؤتمر الحزب الديموقراطي العام، أن يحسّن من شعبية زوجها أمام منافسه الجمهوري ميت رومني، إذ أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة راسموسن، مساء الثلاثاء، أنّ أوباما لا يزال يتخلف عن رومني في توقعات الاقتراع، إذ حصل على 45 في المئة من التوقعات، مقابل 47 لمنافسه. لكن الرئيس الأميركي، الذي شاهد خطاب زوجته على التلفاز من غرفة الجلوس في البيت الأبيض، ومعه ابنتاه، ليس قلقاً البتة، إذ تحدث مساء أمس في المؤتمر نجم الديموقراطيين الأول، الرئيس الأسبق بيل كلينتون. ويعوّل قادة الحزب الديموقراطي كثيراً على كلمة كلينتون، علّها تساهم في تحسين وضع الرئيس الأميركي قبل شهرين على اليوم الكبير في السادس من تشرين الثاني المقبل. وقد تمت جدولة كلمة كلينتون في وقت الذروة، في وقت يعطى في العادة لنائب الرئيس. وسينتظر الديموقراطيون صباح الغد ليعرفوا تأثير كلمة أوباما نفسه على توجهات الناخبين، إذ سيتحدث مساء اليوم في ختام المؤتمر بعد كلمة جو بايدن مباشرة.
وأبقى الديموقراطيون بعض الأسماء اللامعة لليوم الأخير، منهم الممثلة إيفا لونغوريا التي اشتهرت في مسلسل «Desperate House Wives»، وابنة الرئيس جون كينيدي، كارولين، وكذلك حاكم فلوريدا السابق تشارلي كريست الذي كان جمهورياً، وقرر مساندة أوباما منذ أسابيع. وسيتحدث كذلك المرشح الرئاسي السابق جون كيري. والغائب الأكبر عن المؤتمر هو من دون شك نائب كلينتون، المرشح أيضاً أمام جورج بوش في ولايته الأولى، آل غور. ولم يحضر غور أي نشاط في شارلوت، وبقي طوال الوقت في نيويورك، وقضى معظم الوقت يعلّق على أحداث وكلمات المؤتمر لقناة تلفزيونية يملك حصصاً فيها وتدعى «Current TV». ويمكن اعتبار نجم المؤتمر، الذي ينتهي اليوم، عمدة مدينة سان أنطونيو (ولاية تكساس) جوليان كاسترو الذي لم يكن كثيرون يعرفونه قبل إلقائه كلمة المؤتمر العام مساء الثلاثاء. وبدأ الصحافيون يقارنونه بالرئيس أوباما نفسه، وخصوصاً أنّ هذا الأخير لم يكن معروفاً قبل إلقائه كلمة المؤتمر العام في 2004، حين تم ترشيح جون كيري ليحاول قطع الطريق على ولاية ثانية لجورج بوش الابن. حتى إنّ قناة «فوكس نيوز» اعتبرت أنّه «شهدنا ولادة نجم جديد هو العمدة كاسترو».
ورغم أنّ قادة الحزب ومستشاري أوباما يعتبرون أنّ المؤتمر نجح (حتى الآن)، فإن الجميع لاحظوا غياب بعض النقابات التي تشارك تاريخياً في مؤتمرات الحزب الديموقراطي، أو إرسال غيرها عدداً قليلاً من المندوبين الى مكان عقد المؤتمر في مدينة شارلوت. ويعترض قادة النقابات الكبيرة على مكان انعقاد المؤتمر، إذ تعد ولاية «نورث كارولاينا» من الأسوأ على مستوى الولايات المتحدة كلها في ما يتعلق بقوانين العمل المجحفة بحق العمال والظالمة لهم، الى جانب كونها من الولايات التي تعد «رجعية» ومحافظة جداً. ويقول بعض مسؤولي النقابات الفاعلة والممولة للحزب الديموقراطي، إنّهم يفضلون أن يصرفوا أموال النقابيين في أمكنة أخرى وإقامة مهرجانات انتخابية في مدن وولايات لا تنتهك حقوق العمال، حتى إنّ بعض النقابات لن تقدم على أي تبرع للحزب خلال المؤتمر.
ونقلت صحيفة «بوليتيكو» عن رئيس تجمع نقابات العمال الصناعيين «AFL-CIO»، الذي يعد 11 مليون منتسب، قوله إنّه سيشارك شخصياً في المؤتمر على رأس وفد صغير، عكس المؤتمرات الديموقراطية السابقة.
في المقابل، سينتشر أعضاء تجمع «Workers Stand for America» (عمال من أجل أميركا) في الشوارع في مدينة شارلوت لحث السكان المحليين على التوقيع على عريضة تطالب بحقوق أفضل للعمال. ويشكو الديموقراطيون هذا العام من عدم تبرع نقابة «LIUNA» بأي مبلغ للمؤتمر، وخصوصاً أنّها أعطت مؤتمر 2008 حوالى 1.5 مليون دولار.
وينتظر من كلمة الرئيس أوباما اليوم أن تضخ بعض الحياة في حملته، وما تبقى من رئاسته، بعدما تحوّل في أربع سنوات من رئيس طموح يحمل مشاريع كبيرة وتقدمية، إلى رئيس عادي، شهدت الولايات المتحدة مثله الكثير. ولا يكفي أن ينتخب أوباما مندوبو المؤتمر الـ 5556 كلهم ليضمن أنّ انتخابه لولاية ثانية سيجعل حزبه حتى راضياً عنه.