مع بزوغ فجر اليوم، بتوقيت بيروت، يكون الرئيس باراك أوباما قد قدّم خطاب تتويجه مرشحاً رسمياً عن الحزب الديموقراطي في انتخابات 6 تشرين الثاني المقبل، ودافع خلاله عن نهجه السابق، الذي لم يخل من ثُغَر كثيرة كانت محل انتقادات الجمهوريين خلال مؤتمرهم في تامبا ـــ فلوريدا الأسبوع الماضي. ليستأنف بعدها جولاته الانتخابية من نيوهمشير. ويسرق أوباما الأضواء فجراً، مختتماً المؤتمر الوطني للحزب في شارلوت، بعدما أعلنه الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون رسمياً فجر أمس مرشح الحزب للبيت الأبيض.
ويلقي داخل قاعة مجمع «تايم وارنر كايبل أرينا» التي تتسع لـ 15 ألف شخص في قلب كبرى مدن ولاية كارولاينا الشمالية.
وكان من المقرر أن يلقي أوباما خطاب قبول تنصيبه في ملعب في الهواء الطلق، يتّسع لـ 73 ألف مقعد، ما كان سيعطي الديموقراطيين فرصة للتعبير عن حماسة في حملة 2012 تضاهي حماسة 2008. غير أن لجنة التنظيم قررت في نهاية المطاف أن يلقي أوباما كلمته في القاعة، ولو أنها أصغر بكثير، بسبب مخاطر حصول عواصف في المنطقة عند المساء. وبحسب فريق حملة أوباما، فإن هذا التغيير في البرنامج آثار خيبة أمل الرئيس، الذي سيتوجه الى جمهور أصغر، غير أن سلامة الحاضرين تبقى الأهم. ونفى الديموقراطيون أن يكون هذا التغيير في البرنامج ناجماً عن صعوبة في ملء مقاعد الملعب مثلما لمّح إليه الجمهوريون.
وبعد انتقادات جمهورية، طالب أوباما الديموقراطيين بالإشارة الى القدس «عاصمة لإسرائيل» والى كلمة «الله» في البرنامج الانتخابي، الذي اعتمدت نسخة معدلة عنه مساء أول من أمس. وقال مسؤول حملته إن الرئيس الأميركي، المدرك جداً للطابع السياسي الحساس لمسألة إسرائيل والذي واجه انتقادات شديدة من الجمهوريين بهذا الخصوص، تدخل شخصياً لكي تدرج هاتان الإشارتان في برنامج حكومة الديموقراطيين.
وكان هذا البرنامج قد اعتمد في اليوم الأول للمؤتمر، لكن من دون ذكر وضع القدس ولا مسألة الله. واستغرب المسؤول نفسه، الذي رفض الكشف عن اسمه، أن يكون الديموقراطيون سحبوا الإشارة الى الله التي كانت مدرجة في برنامجهم عام 2008.
ومن المتوقع أن يتناول أوباما في خطابه المواضيع التي دافع عنها الخطباء في شارلوت من قبله، وأساساً الدفاع عن الطبقة الوسطى والتصدي لحجج خصمه الجمهوري.
وقبيل أوباما، يتحدث جون كيري الذي خسر انتخابات 2004، ونائب الرئيس جو بايدن. وبعد ذلك يستأنف أوباما، برفقة زوجته ميشيل التي ألقت كلمة مميزة مساء الثلاثاء، الحملة مع بايدن اعتباراً من اليوم في نيوهمشير (شمال شرق) وأيوا (وسط) الولايتين الرئيسيتين اللتين يزورهما رومني أيضاً.
وكانت قد تعاقبت شخصيات كبرى من الحزب على المنبر لإلقاء خطب تأييداً لترشيح أوباما لنيل أربع سنوات إضافية في الرئاسة.
ومساء أول من أمس، أثبت بيل كلينتون مرة جديدة أنه خطيب بارع بتقديمه مرافعة مؤثرة من أجل أوباما استغرقت خمسين دقيقة، قوبلت بتصفيق حار، أشاد خلالها بقوة بالرئيس، قائلاً إنه يؤمن به «من كل قلبه».
وشدد على قدرته على النهوض بالاقتصاد، مطلقاً الاتهامات بحق المرشح الجمهوري ميت رومني ومرشحه لمنصب نائب الرئيس بول راين.
وقال كلينتون «أريد رجلاً يؤمن بدون أدنى شك بأن بإمكاننا إنهاض الحلم الاقتصادي الأميركي مجدداً»، مندداً «بالفوضى التامة التي تركها الجمهوريون لأوباما قبل أربع سنوات»، والتي «لم يكن أي شخص ليقدر على حلها». وأضاف «لم يكن لأي رئيس، لا أنا ولا أي من أسلافي، أن يتمكن من إصلاح الأضرار التي تم التسبب بها خلال أربع سنوات فقط». وتساءل «هل وصلنا الى المكان الذي نرغب فيه؟ كلا. هل الرئيس راضٍ؟ كلا. لكن، هل نحن في وضع أفضل مما كنا عليه قبل أن يتسلم مهماته، حيث كان الاقتصاد يتراجع ويفقد 750 ألف وظيفة شهرياً؟ الجواب هو
نعم».
وأعلن كلينتون رسمياً أوباما مرشحاً للحزب، بقوله «أريد أن يكون باراك أوباما الرئيس المقبل للولايات المتحدة، وبفخر أعينه لحمل راية الحزب الديموقراطي» في ظل تصفيق آلاف المندوبين الديموقراطيين المجتمعين في مركز المؤتمرات. لينضم بعدها أوباما الى كلينتون على منصة المؤتمر، لكن من دون أن يلقي أي كلمة، وسط تصفيق الحاضرين. واستقبله كلينتون عبر معانقته قبل أن يغادرا معاً.
(أ ف ب، يو بي آي، أ ب، رويترز)