حث مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوكيا أمانو، طهران أمس أمام جلسة مغلقة لمجلس محافظي الوكالة التابعة للأمم المتحدة، والمكون من 35 دولة، على السماح لمفتشيه بالدخول الفوري لموقع عسكري يعتقد أن يكون قد أجريت فيه اختبارات ذات صلة بانتاج أسلحة نووية. وقال يوكيا إنه أمر «محبط» أن الوكالة وإيران لم تحققا تقدماً ملموساً في محادثات بدأت في كانون الثاني الماضي بهدف تهدئة مخاوف بشأن أبحاث يشتبه بأنها تتعلق بالقنبلة الذرية. وأضاف أنه من «دون المشاركة الكاملة من جانب إيران لن نتمكن من بدء عملية حل كل القضايا العالقة ومن بينها المتعلقة بالأبعاد العسكرية المحتملة لبرنامجها النووي». ولفت إلى أن «إيران لا تقدم التعاون الضروري لتمكيننا من ان نخلص إلى أن المواد النووية في إيران تستخدم في أنشطة سلمية». وأضاف أن «الأنشطة» التي جرت في منشأة بارشين قرب طهران (في إشارة إلى ما يشتبه في أنها أعمال تطهير جرت هناك) سيكون لها «أثر عكسي» على تحقيق الوكالة إذا سمح للوكالة بدخول المنشأة ومتى تسنى لها هذا. وتابع المدير العام لوكالة الطاقة «لكن الأنشطة التي تم رصدها تعزز بشكل أكبر من تقييمنا بأنه من الضروري السماح بدخول الموقع في بارشين من دون مزيد من التأخير من اجل الحصول على التوضيحات المطلوبة».
من جهته، قال مبعوث إيران لدى وكالة الطاقة، علي أصغر سلطانية، على هامش اجتماعات مجلس محافظي وكالة الطاقة، إن طهران «ستستمر» في التعاون مع الوكالة، لكن الأمن القومي للجمهورية الاسلامية يجب أن يوضع في الاعتبار. وأضاف أن مناقشات تتم هذا الأسبوع بشأن إمكانية عقد اجتماع آخر مع وكالة الطاقة.
ومع أن وفود 35 بلداً أعضاء في مجلس المحافظين تناقش خلال اجتماعات تستمر اسبوعاً في فيينا مواضيع أخرى كتدابير السلامة والانشطة النووية لكوريا الشمالية، يبدو ان المشكلة النووية الايرانية ستكون في صلب المناقشات.
وفي تقريرها الأخير، كررت وكالة الطاقة القول إنها لا تستطيع أن تؤكد ما اذا كان البرنامج النووي الايراني سلمياً بالكامل، كما تقول طهران، بسبب عدم تعاون ايران الكافي.
واتهمت الوكالة صراحة السلطات بإزالة آثار مواد نووية من موقع بارشين العسكري، حيث تشتبه بقيام ايران بأنشطة نووية غير شرعية. وقالت إنها «عندما تتمكن من الوصول الى الموقع، ستكون قدرتها على القيام بعملية تحقق فعالة قد تراجعت الى حد كبير». ويؤكد التقرير أنه على الرغم من العقوبات الدولية غير المسبوقة، ضاعفت ايران قدرتها على تخصيب اليورانيوم في موقع فوردو (وسط) الذي يعتبر آمناً من الضربات العسكرية.
الى ذلك، أعلن مجلس الشورى الاسلامي (البرلمان الايراني) عن إلغاء زيارة رئيسه علي لاريجاني، الى كندا للمشاركة في اجتماع الجمعية العمومية للبرلمان الدولي المقررة في تشرين الأول المقبل في إقليم كيبك الكندي. وافادت وكالة «مهر» للأنباء بأن الدائرة الثقافية العامة والعلاقات العامة لمجلس الشورى الاسلامي، أعلنت انه «بسبب السلوك الطائش والخطوة الكندية المنفعلة في إغلاق سفارتها لدى طهران، فقد تم إلغاء زيارة رئيس مجلس الشورى الاسلامي للمشاركة في الاجتماع السابع والعشرين بعد المئة للجمعية العامة لاتحاد البرلمانات الدولي والمقرر عقده في اقليم الكيبك بكندا».
(أ ف ب، رويترز، مهر)