أحيا الأميركيون أمس، الذكرى الحادية عشرة لاعتداءات 11 أيلول، وأكّد الرئيس الاميركي باراك أوباما، الذي يأمل إعادة انتخابه لولاية ثانية بعد أسابيع، في المناسبة أن الولايات المتحدة باتت أقوى وأكثر أمنا، قبل أن يذكّر بإنجاز حكمه الأهم وهو مقتل زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن. وقال أوباما، أمام عائلات ضحايا الاعتداء الذي استهدف مقر وزارة الدفاع في جنوب واشنطن، «مهما مر على ذلك من سنين ومهما التقينا من مرات في هذه الامكنة المقدسة، اعلموا انكم لن تكونوا أبداً وحدكم». وأضاف في اشارة الى الضحايا «عبر تضحيتهم، ساعدونا في جعل الولايات المتحدة ما هي عليه اليوم، ولايات متحدة خرجت اقوى بكثير» من هذه المأساة.
وذكر الرئيس الديموقراطي في المناسبة انجازاته بهذا المجال، وقال إن بلاده «وجهت ضربة مدمرة» لتنظيم «القاعدة»، وأن «أسامة بن لادن لن يهددنا بعد الآن». وتابع «بلادنا باتت أكثر امناً». وكان أوباما قبل توجهه الى وزارة الدفاع «البنتاغون» لزم دقيقة صمت خارج البيت الابيض في اللحظة نفسها التي صدمت فيها الطائرة الاولى أحد برجي مركز التجارة العالمي في 11 ايلول 2001. وشدد على أن «لا حدث يمكن ان يقضي على ما نحن عليه اليوم، ولا اي عمل ارهابي يمكنه تغيير ما نؤمن به. عندما يكتب التاريخ، فإن ما سيبقى من 11 أيلول لن يكون كراهية وانقسامات بل عالم اكثر امانا، بلد اقوى، واناس اكثر اتحادا من ذي قبل».
بدوره، قال وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا ان هجمات 11 أيلول ولّدت عزما قويا. وأضاف «اليوم نحن نستذكر كذلك ان من الصدمة التي تسببت بها هجمات 11 ايلول، خرجت روح جديدة من الوحدة والتصميم على الا يحدث ذلك مرة اخرى». واعتبر أن تلك الهجمات خلقت «عزما قويا على المقاومة وحماية أسلوب حياتنا». وانضم بانيتا الى أوباما، الذي وضع إكليلا من الزهور على نصب أقيم في المنطقة، التي اصطدمت بها الطائرة التي كانت تقوم بالرحلة رقم 77. وعزفت فرقة موسيقى البحرية عددا من الأناشيد الوطنية الحزينة. وقال بانيتا «في محاولتهم لمهاجمة نقاط القوة لدينا، اطلق الارهابيون العنان لاعظم نقاط القوة لدينا وهي روح وارادة الاميركيين للقتال من اجل وطنهم». وأضاف «لقد استجاب ملايين الاميركيين. وتقدم جيل جديد وعظيم للخدمة في الجيش لخوض هذه الحرب على الارهاب. وقد نزفوا على ارض غريبة. وطاردوا من يحاولون إلحاق الاذى بنا بكل اصرار». وطبعاً ذكّر كرئيسه بإنجاز بن لادن، قائلاً «لم نتخل عن البحث عن بن لادن. وقد نجحنا في أن نجعله يلقى جزاءه».
(أ ب، أ ف ب)