فيما واصل محافظو الوكالة الدولية للطاقة الذرية اجتماعاتهم في فيينا، التي تستمر أسبوعاً، أفاد دبلوماسيون أمس بأن الوكالة تلقت معلومات استخبارية مهمة خلال الشهر الماضي، تفيد بأن إيران تسير بشكل متقدم نحو امتلاك القدرة على صنع قنبلة نووية. وفي الوقت عينه دعت الأمم المتحدة طهران للمشاركة في مؤتمر «الشرق الأوسط منطقة خالية من السلاح النووي» الذي يعقد في عاصمة فنلندا هلسنكي، في كانون الأول المقبل.وأبلغ دبلوماسيون يعملون لدى وكالة الطاقة، وكالة «أسوشييتدبرس»، أن المعلومات الاستخبارية التي حصلت عليها الوكالة تُظهر أن إيران تقدمت، خلال السنوات الثلاث الماضية، بعملها في حسابات القدرة التدميرية لرؤوس نووية وفق سلسلة من تصميمات الكمبيوتر. وأضاف الدبلوماسيون أن «مصدر هذه المعلومات إسرائيل والولايات المتحدة وبلدان غربيّان، على الأقل».
وتحدثت «أسوشييتد برس» عن أهمية الإطار الزمني في هذا الموضوع، لأن وكالة الطاقة إذا قررت أن المعلومات الاستخبارية موثوقة، فسيزيد لديها القلق من أن إيران واصلت عسكرة برنامجها النووي، مشيرة الى أن عمل تصميم الكمبيوتر يترافق عادة مع تجارب فيزيائية على مكوّنات تتجه نحو أسلحة نووية، وبذلك ستعزز خوف وكالة الطاقة أيضاً بشأن تفاصيل نشرتها في تشرين الثاني الماضي، بأن طهران طوّرت أبحاثها على الأسلحة على جبهات عديدة.
في هذا الوقت، قال دبلوماسيون أمس في فيينا، إن من المتوقع أن تبدي القوى العالمية الست «قلقاً بالغاً» إزاء برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني.
وأضافوا أن القوى الست، وهي الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، اتفقت على مسوّدة نص بخصوص برنامج إيران النووي، خلال اجتماع لمجلس محافظي الوكالة الدولية، الذي يضم 35 دولة في فيينا. وذكر دبلوماسي أن من المتوقع أن يطرح النص كقرار مُقترح من مجلس محافظي الوكالة، ليجري التصويت عليه في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
في هذا الوقت، دعا مندوب الأمين العام للأمم المتحدة، یاكو لایافا، إيران للمشاركة في مؤتمر «الشرق الأوسط منطقة خالية من السلاح النووي»، في هلسنكي. وقالت قناة «العالم» الإخبارية إن الدعوة وجهها لایافا المكلّف بالترتیب لمؤتمر الشرق الأوسط منطقة خالية من السلاح النووي لهذا العام، في لقاء مع مساعد وزیر الخارجیة الإيراني للشؤون القانونیة والدولیة، محمد مهدي أخوندزاده، في طهران.
إلى ذلك، ذكرت صحيفة «فايننشال تايمز» أمس، أن إيران تسعى لإعادة فتح سفارتها في المملكة المتحدة لتسيير الشؤون القنصلية، وطالبت لندن بالسماح لها بإرسال بعض الموظفين لتوفير الخدمات القنصلية لنحو 350 ألف مواطن إيراني.
وأبلغ مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون القانونية حسن قشقاوي الصحيفة أن «الشؤون القنصلية لا علاقة لها بالسياسة، وإيران لا تنوي بالضرورة إرسال دبلوماسيين إلى لندن، بل اثنين من الموظفين الرسميين للتعامل مع قضايا الإيرانيين المرتبطة بالوثائق التجارية أو الخدمات المدنية، مثل الزواج والطلاق، التي لا يمكن التعامل معها من قبل الموظفين المحليين».
في الشأن الإيراني الداخلي، انتقدت مجموعة من أعضاء البرلمان الإيراني سياسات الرئيس محمود أحمدي نجاد، وحثّت البنك المركزي على التدخل في سوق العملة لدعم الريال الذي سجّل أدنى مستوياته هذا الاسبوع. وفيما سجلت العملة الإيرانية أدنى مستوى على الإطلاق في السوق المفتوحة، قالت وكالة «مهر» للأنباء إن مجموعة من أبرز أعضاء البرلمان وجهت انتقادات للبنك المركزي ومحافظه محمود بهمني، واتهمته بالفشل في تثبيت سعر العملة خلال اجتماع مغلق في مجلس الشورى الإسلامي أمس.
(أ ب، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)