أطلقت إيران غواصة ومدمرة في الخليج من ميناء بندر عباس، أمس، على وقع المناورات التي تقوم بها القوات البحرية للولايات المتحدة ودول أخرى في المياه نفسها للتدريب على الحفاظ على استمرار حركة الملاحة في الطرق البحرية في الخليج. وذكرت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا)، أن الغواصة «طارق -901» التي أعيد تجهيزها والمدمرة «سهند» أطلقتا بأوامر مباشرة من المرشد الأعلى علي خامنئي. وفي الجانب الآخر من البلاد، زار خامنئي مدينة ناوشهر الساحلية الشمالية أمس، لمتابعة طلبة البحرية وهم يتدربون على زرع الألغام وتحرير السفن المخطوفة وتدمير سفن العدو والقفز من طائرات الهليكوبتر، حسبما أفاد موقعه الالكتروني. ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (غينا) عن خامنئي قوله لقادة الجيش «يجب الوصول بالقوات المسلحة إلى قدرات لا يمكن معها لأحد أن يهاجم حمانا وشعب إيران العزيز».
وتقول مبادرة التهديد النووي، وهي منظمة لا تهدف إلى الربح وتعنى بالشؤون الأمنية، إن غواصات طارق الإيرانية تعمل بالديزل وصنعت أصلاً في روسيا في أوائل التسعينيات.
في غضون ذلك، بحث وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، البرنامج النووي الايراني مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، في مقر الجامعة في القاهرة. واشار العربي، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع فابيوس، الى موقف الجامعة من الأسلحة النووية في المنطقة، مشدداً على أن الهدف النهائي هو ان يكون الشرق الأوسط منطقة خالية من الاسلحة النووية. وشدد على أن الجامعة تسعى جاهدة إلى اخلاء المنطقة من اسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية، وان ذلك لا ينطبق على ايران وحدها بل على جميع دول المنطقة.
أمّا فابيوس فرأى أن «وصول إيران للاسلحة النووية يمثل مشكلة اقليمية ودولية. هذا واضح تماماً. وبقدر ما نعتقد ان ايران لديها حق اصيل في امتلاك طاقة نووية مدنية فإننا نعتقد ان الوصول الى الاسلحة النووية سيُسرّع بالانتشار النووي وهو خطر كبير جداً ليس على دولة بعينها فحسب بل على المنطقة كلها».
في هذا الوقت، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها مستعدة لإجراء محادثات جديدة مع إيران، وان تتجنب أي إشارة إلى «ادّعاءات» طهران بأن الوكالة التي تتخذ من فيينا مقراً ربما اخترقها «إرهابيون»، بحسب تصريح رئيس وكالة الطاقة الذرية الايرانية فريدون عباسي دواني، أول من امس في فيينا.
وأفاد أربعة دبلوماسيين في فيينا لوكالة «فرانس برس»، بأن استعدادات تتم حالياً لهذا اللقاء الذي سيعقب اجتماعاً بين عباسي دواني والمدير العام للوكالة الدولية يوكيا امانو في فيينا الاثنين المقبل.
ولم تشر الوكالة الدولية الى تواريخ محددة لاجراء مزيد من المحادثات، الا ان يوكيا قال في بيان أمس، إنه ابلغ دواني أن الوكالة «مُلتزمة بمواصلة الحوار» وعلى استعداد للاجتماع «في المستقبل القريب».
لكنه شدد بعد جولات عدة من المحادثات غير المثمرة هذا العام كان آخرها في 24 اب في فيينا، على أنه ينبغي الاتفاق على «مقاربة ذات اطار لتوضيح كل المسائل المتعلقة ببرنامج ايران النووي، بما فيها ذات البعد العسكري المحتمل، وتطبيقها باسرع وقت ممكن».
وكانت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون، رئيسة وفد مفاوضي «5+1»، قد التقت كبير المفاوضين الايرانيين سعيد جليلي في اسطنبول في وقت لاحق أمس، لاجراء اول محادثات مباشرة بينهما منذ حزيران الماضي، رغم انهما تحدّثا هاتفياً في آب الماضي.
الى ذلك، أعلن قائد فيلق «محمد رسول الله» في العاصمة طهران العميد محسن كاظميني، أن إيران ستعرض يوم الجمعة المقبل، نموذجاً لطائرة التجسس الأميركية ( RQ170) التي اسقطتها في شرق البلاد قبل أشهر.
وأكد كاظميني في مؤتمر صحافي أن اقامة معارض مختلفة في 15 منطقة في طهران تشكل احد البرامج ضمن فعاليات تعمل لعرض وتعريف الانجازات العسكرية والعلمية، خاصة الدفاعية منها، خلال الحرب العراقية الايرانية (1980 - 1988) والفترة التي تلتها.
(رويترز، أ ف ب، فارس)