اعلن حلف شمالي الاطلسي، أمس، تقليص عملياته المشتركة مع القوات الافغانية بعد مقتل 51 من جنوده في «هجمات من الداخل» يشنها جنود افغان وتصاعد الغضب ازاء الفيلم المسيء للنبي. وشدد الحلف على أن الشراكة مع الحكومة الافغانية مستمرة على كافة الصعد، ووصف الخطوة بأنها تعديل لتخفيف المخاطر على العمليات المشتركة وليس تعليقاً للعمليات المشتركة. وبموجب القرار الجديد فإن معظم الدوريات المشتركة أو العمل الاستشاري لن تتم من الآن فصاعداً الا على مستوى الكتيبة وما فوق. كما اعلنت ايساف أن الدوريات او الدورات المشتركة للتأهيل بين جنودها والجنود الافغان لن تجري تلقائياً الا بدءاً من عدد محدد من المجندين. وأضافت أن اي نشاط مشترك مع وحدات اصغر «سيتعين فيه الموافقة على كل حالة على حدة من قبل مركز القيادة في الولايات».
وذكر الناطق باسم البعثة، هاغن ميسير، أن هذا الاجراء «مؤقت» لكنه غير محدد زمنياً، مضيفاً «لا نعرف إلى متى سيستمر ذلك». بدوره، اوضح الناطق باسم وزارة الدفاع الاميركية جورج ليتل في رسالة الكترونية أن «الاضطرابات الاخيرة المرتبطة بالفيلم المسيء للنبي محمد في افغانستان وخارج البلاد، والهجمات من الداخل دفعت قوات ايساف إلى توخي الحذر ومراجعة نشاطاتها وتعاملاتها مع السكان بانتباه».
إلى ذلك، كشف ضابط عسكري اميركي في واشنطن، رفض الكشف عن اسمه، في رسالة الكترونية أن قائد القوات الاميركية وقوات الاطلسي في افغانستان الجنرال جون الن «طلب من جميع قادة العمليات مراجعة الحماية للقوة والنشاطات التكتيكية في ضوء الظروف الراهنة». وقال الضابط إن «هذه التوجيهات اعطيت بناء على توصية، وبالتوافق مع قادة افغان بارزين». وشرح ان تلك التعليمات «ستؤدي على الارجح إلى تعديلات في كيفية عمل قوات ايساف والمكان والزمان، خاصة خلال الفترة الحالية التي يتصاعد فيها التوتر».
وفي الاطار، اعتبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم البريطاني أمس، أن القرار سيكون له تأثير محدود على استراتيجية بلاده في افغانستان، والقرارات المتعلقة بها يتخذها القادة العسكريون لا أية جهة أخرى.
امنياً، أعلنت وزارة الداخلية الأفغانية، أمس، مقتل21 مسلحاً من حركة طالبان، بينهم قيادي، واعتقال 12 آخرين بعمليات مشتركة نفذتها القوات الأفغانية وقوات «إيساف».
إلى ذلك، قال متحدث عسكري للوكالة الأفغانية إن «7 مسلحين بينهم قيادي عسكري بارز في طالبان يدعى الملا بشير، قتلوا حتى الآن، ودمّرت 5 مخابئ للحركة في العملية التي أطلقتها الشرطة في منطقتي بوبولازي وبالوشانو في محافظة نهر سراج».
كذلك، أعلن الحزب الإسلامي، وهو جماعة تمرد أفغانية، مسؤوليته عن الهجوم الانتحاري الذي استهدف حافلة صغيرة على طريق المطار الدولي في العاصمة الأفغانية كابل وراح ضحيته 12 شخصاً على الأقل بينهم 9 أجانب من جنوب افريقيا. وكشف المتحدث باسم الحزب الإسلامي، الزبير صديقي، أن امرأة ترتدي حزاماً ناسفاً فجرت نفسها في ردٍّ على الفيلم المسيء للإسلام.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)