قبل أن تهدأ الاحتجاجات ضد أميركا على الفيلم المسيء إلى النبي، ظهر مؤشّر جديد على إمكان تجدّد التظاهرات، لكن هذه المرة ضد فرنسا، مع إعلان مجلة فرنسية نيتها نشر رسوم ساخرة من النبي. وقررت مجلة «تشارلي ايبدو» الفرنسية الأسبوعية الساخرة نشر رسوم للنبي محمد في عددها الذي يصدر اليوم، على ما أعلن مديرها شارب. وقال مدير المجلة، رداً على سؤال لقناة آي ــ تيلي، إن هذه الرسوم «قد تصدم الذين يريدون ان يصدموا عبر قراءة صحيفة لا يقرأونها على الاطلاق». واعتبر ان الرسوم، التي ستنشر في صفحة داخلية وفي الصفحة الاخيرة، ليست مستفزة اكثر من العادة. واضاف: «هل حرية الصحافة استفزاز؟».
إعلان المجلّة دفع الحكومة الفرنسية إلى الاستنفار، إذ اكد رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك آيرولت انه يرفض «اي مغالاة» في ما يتعلق بالرسوم الكاريكاتورية التي قررت المجلة نشرها، داعياً الجميع الى التحلي بـ«المسؤولية». وقالت رئاسة الوزراء الفرنسية في بيان انه «في ظل الوضع الحالي» فان رئيس الوزراء يؤكد «عدم موافقته على اي مغالاة» ويدعو الى ان «يتحلى كل فرد بروح المسؤولية».
في هذا الوقت، تواصلت الاحتجاجات على الفيلم المسيء، وسط دعوات فروع تنظيم «القاعدة» إلى الثأر عبر مهاجمة المصالح الأميركية، فيما بدأت أمس تحركات على المستوى القانوني لملاحقة منتجي الفيلم، بحيث أعلنت النيابة العامة المصرية محاكمة 7 أقباط مصريين على علاقة بالفيلم.
وفي آخر بيانات تنظيم «القاعدة» بخصوص الفيلم، دعا فرعه في بلاد المغرب الاسلامي الى اقتفاء أثر الذين اقتحموا القنصلية الأميركية في بنغازي وقتل السفراء الأميركيين في الدول المغاربية. واعتبر التنظيم، في بيان بثته مواقع جهادية، مقتل سفير الولايات المتحدة خلال هجوم بنغازي الثلاثاء الماضي «أحسن هدية لحكومته المتغطرسة الظالمة. كما ندعو شباب الاسلام الى اقتفاء اثر اسود بنغازي بإسقاط اعلام أميركا في سفاراتها». ودعا الى «قتل سفرائها وممثليها او طردهم وتطهير ارضنا من رجسهم. ونخص بالذكر في هذا المقام اخواننا في الجزائر وتونس والمغرب وموريتانيا».
وفي القاهرة، أمر النائب العام المصري المستشار عبد المجيد محمود، بمحاكمة 7 من الأقباط المصريين في المهجر على خلفية دورهم في الفيلم المسيء إلى الإسلام. وقال بيان صادر عن مكتب النائب العام إن «الأقباط السبعة متورطون في إنتاج الفيلم أو توزيعه، وهم متهمون بإهانة الإسلام والنبي محمد صلى الله عليه وسلم، والتحريض على ازدراء الأديان».
وفي مصر أيضاً، أصدر الإمام السلفي المصري، أحمد فؤاد عشوش، فتوى بقتل جميع المشاركين في الفيلم المسيء. وجاء في نص الفتوى: «ها أنا ذا افتي بقتل كل من شارك في صناعة هذا الفيلم، وأن دماءهم هدر، المنتج والمخرج والممثلين».
من جهة ثانية، أعلنت السلطات في ولاية كاليفورنيا أن أفراد أسرة نيقولا باسيلي نيقولا اختبأوا يوم الاثنين بعدما رافقتهم الشرطة من منزلهم إلى مكان غير معلوم.
وفيما تعمل جماعة يمينية متطرفة تدعى «برو دويتشلاند» على بث فيلم «براءة المسلمين» المثير للجدل في إحدى صالات السينما، تبذل السلطات الألمانية قصاراها لمنع ذلك كي لا تؤدي الأمور الى أعمال عنف. وقال وزير الداخلية هانز بيتر فريدريش، ان اعلان الجماعة اليمينية عزمها على بث الفيلم كاملاً بمثابة تظاهرة سياسية تستهدف صب الزيت على النار، لذلك لن يشكل منع الفيلم تعرضاً لحرية التعبير.
مواقف وتحركات تأتي وسط تواصل الاحتجاجات في العالم الإسلامي، بحيث أطلقت الشرطة الباكستانية الغاز المسيل للدموع لتفريق نحو ألفي متظاهر كانوا يحاولون الاقتراب من القنصلية الاميركية في شمال غرب باكستان. فيما أحرق متظاهرون إندونيسيون علماً اميركياً واشعلوا إطارات امام بعثة دبلوماسية اميركية في إندونيسيا.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)