أعلن امس فشل المباحثات بين رئيس الوزراء الاسباني ماريانو راخوي، ورئيس وزراء كاتالونيا ارثور ماس، حول اتفاق مالي جديد بين الاقليم والحكومة الاسبانية، ما يفتح الباب أمام خلاف سياسي يمكن أن يكون خطيراً على البلاد في ظل الأزمة الاقتصادية التي تمر بها. وذكر بيان لمكتب راخوي، أن الاخير رفض طلب الحكومة الكاتالونية للاستقلال المالي عبر اتفاق ضريبي جديد يضمن للاقليم حق التصرف بعائدات الضرائب لمواجهة ازمة ديونه. وذكر البيان أن راخوي أظهر معارضته للاقتراح لتعارضه مع الدستور الإسباني. ودعا راخوي إلى مواجهة الأزمة الخطيرة جداً بروح مسؤولية مشتركة لأن التغلب عليها يتطلب الوحدة الشعبية والمؤسساتية.
بالمقابل، لمّح ماس إلى امكانية الذهاب نحو انتخابات مبكرة في الاقليم لزيادة الضغط نحو الاتجاه إلى استقلال الاقليم. وأضاف ماس، الذي أعرب عن اسفه للرد السلبي من قبل راخوي، أن كل الخيارات مطروحة ويمكن بت هذه المسألة خلال الأسبوع المقبل في البرلمان الإقليمي للاقليم خلال جلسة المناقشة السنوية لحالة الاقليم.
ورجح ماس فوز حزبه الوفاق الديموقراطي بالانتخابات وحصوله على الغالبية المطلقة التي ستعزز ولايته للضغط نحو الاستقلال. واوضح أن اللقاء مع رئيس الوزراء الاسباني كان ودياً لكن المناقشة لم تذهب كما كان مأمولاً منها، «رد الحكومة كان صريحاً برفض مطلبنا»، مضيفاً أن راخوي ابلغه أنه لا يوجد أي هامش للتفاوض بشأن الاتفاق الضريبي الذي تطالب به كاتالونيا.
وفي نبرة تهديد، أكد ماس «أننا فقدنا فرصة تاريخية في التفاهم بين كاتالونيا وبقية إسبانيا»، مشدداً على أنه كان يتمنى لو كانت هناك قدرة على القول أن هناك مجالاً للتفاوض، لكن راخوي ابلغني صعوبة ذلك: أن يكون هناك أي شكل من أشكال التقدم إلى الأمام للاتفاق على قانون المالي».
التهديد بالانتخابات المبكرة ستكون له تداعياته على حكومة راخوي التي تواجه ركوداً وارتفاع معدلات البطالة، وارتفاع تكاليف الاقتراض وصفقة الإنقاذ الدولية التي تلوح في الأفق مع ظروف صعبة.
إلى ذلك، علق وزير الخارجية الإسبانية خوسيه مانويل مارغايو على التظاهرات التى اجتاحت إقليم كاتالونيا، والتي شارك فيها نحو 1.5 مليون شخص يطالبون بالاستقلال عن إسبانيا، بالقول إن «فرضية انفصال الإقليم عن إسبانيا أمر غير شرعي ولن تنضم إلى الاتحاد الأوروبي، وسيتسبب في انهيار اقتصاد المنطقة».
ووفقاً لصحيفة «الباييس» الإسبانية فقد أوضح مارغايو أن انفصال كاتالونيا غير شرعي وغير دستوري حيث إنه يعتبر تفكيكاً لوحدة الوطن الإسباني، مضيفاً أن قبول كاتالونيا عضواً جديداً باليورو يتطلب حصولها على جميع أصوات الدول الأعضاء.
من جهة أخرى، ذكرت صحيفة «الموندو» الإسبانية أن الملك الإسباني خوان كارلوس انتقد الحركة الانفصالية في الإقليم والتي تطالب بالانفصال نظراً لسوء الأحوال الاقتصادية. وشدد الملك على أن «على جميع الإسبان العمل معاً لمواجهة الأزمة الاقتصادية بدلاً من التفكير في الانفصال والانقسامات».
من جهته، ردّ ارثور ماس بأن رسالة الملك ليست موجهة تحديداً للاقليم. وذكرت الصحيفة أن التصريحات أثارت جدلاً واسعاً في جميع أنحاء إسبانيا، وقال رئيس اتحاد النقابات التجارية سي سي أو أو، إجناسيو فيرنانديز، إنه «بدلاً من هذه التصريحات كان من المفترض بالملك أن بجري محادثات مع زعماء إقليم كاتالونيا حتى يصلوا لحل».
ومن ناحية أخرى، قال بيير ماسياس من الحزب الوطني الكاتالوني (سي.آي.يو)، إن «خوان كارلوس له مطلق الحرية فى الإعراب عما يريده»، في حين قال ألفونسو الونسو، من حزب الشعب المحافظ الذي يرأسه رئيس الوزراء ماريانو راخوي، إن تصريحات الملك «معقولة ولصالح الجميع».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)