لا تزال قضية بث مقاطع من فيلم «براءة المسلمين» الأميركي المسيئ إلى النبي محمد، ونشر رسوم مسيئة إليه في مجلة «شارلي ايبدو» الفرنسية، تتفاعل في العديد من دول العالم، فيما أعلن وزير السكة الحديد الباكستاني غلام احمد بيلور عن جائزة قدرها 100 الف دولار لمن يقتل مخرج الفيلم. وفي القاهرة، دعا زعيم حزب النور السلفي عماد عبد الغفور، الرئيس المصري محمد مرسي والزعماء المسلمين الاخرين الى مطالبة الأمم المتحدة بتجريم ازدراء الاديان، فيما شكر الرئيس الأميركي باراك أوباما، الرئيس المصري، على تأمين السفارة الأميركية خلال الاحتجاجات.
وفي عمّان، قالت اللجنة المركزية لعلماء الشريعة الاسلامية في حزب جبهة العمل الإسلامي الأردني، «إننا نطالب المسلمين في العالم كله بأن يتخذوا الاجراءات العملية ضد كل من ينال من دين الاسلام ورسول الاسلام، كالمقاطعة الاقتصادية والدبلوماسية والسياحية وغيرها».
وفي السياق، أعلن وزير الاتصالات الأردني عاطف التل، أن «شركة غوغل حجبت جميع روابط موقع «اليوتيوب» الالكتروني التي تعرض مقاطع من الفيلم المسيء إلى النبي».
وفي القدس المحتلة، تجمع نحو 500 فلسطيني أول من أمس، تنديداً بالاساءة إلى النبي محمد. ورفع المتظاهرون علمي حركتي فتح وحماس، ولافتات كتب عليها «نحن جميعاً أوفياء لمحمد».
وأمس، تظاهر نحو 500 شخص في إسطنبول، وأحرقوا الاعلام الاميركية والاسرائيلية. كذلك، تظاهر نحو 400 شخص امام السفارة الفرنسية في طهران.
وسارت تظاهرة في احدى بلدات محافظة القطيف في شرق السعودية أول من أمس، حسبما ذكرت مصادر حقوقية وشهود عيان.
في غضون ذلك، دعا نحو سبعين من رجال الدين الشيعة في القطيف والاحساء «صناع القرار في العالم الاسلامي» الى «اعلان تضامنهم مع النبي وخدمته بالقرارات المناسبة، وخصوصاً سن قانون دولي يجرم الاساءة إلى الاديان، وانتهاك المقدسات».
وفي باكستان، أعلن وزير السكة الحديد غلام احمد بيلور من بيشاور، شمال غرب البلاد، «منح 100 الف دولار لمن يقتل هذا الزنديق الذي اهان الرسول الكريم»، في اشارة الى مخرج الفليلم الأميركي «براءة المسلمين». واضاف الوزير «أدعو ايضاً حركة طالبان والاخوان في تنظيم القاعدة الى المشاركة في هذا العمل النبيل»، مؤكداً انه لكان قد قتل المخرج بيديه لو اتيحت له الفرصة. وتابع «وبعدها يمكنهم ان يقبضوا علي». إلا أن إسلام آباد دانت دعوة الوزير، ورأت أنها لا تمثل الموقف الرسمي للدولة.
وتظاهر الالاف من جديد أول من أمس في العاصمة اسلام اباد. اما في لاهور (شرق)، فتظاهر نحو 500 من عناصر حركة اسلامية متشددة امام القنصلية الاميركية. وفي نيجيريا تظاهر عشرات الالاف في هدوء في كانو، أكبر مدن الشمال المسلم.
وفي اوروبا، قالت الشرطة الألمانية ان الاحتجاجات المناهضة للفيلم المسيء إلى النبي محمد تواصلت في ألمانيا أول من امس، عندما شارك نحو 1100 شخص في مسيرة سلمية في مدينة دورتموند غرب البلاد، فيما بدا وزير الخارجية الالماني غيدو فيسترفيله، متحفظاً في مقابلة حول نشر الرسوم الكاريكاتورية في المجلة الساخرة الفرنسية، مؤكداً أن الحرية تعني ايضاً المسؤولية. وقال لصحيفة «فيلت ام سونتاغ»، «أحياناً المسألة لا تقتصر على ما اذا كان يحق لنا القيام بعمل ما، بل ما اذا كان علينا القيام به». وساد الهدوء شوارع باريس والمدن الفرنسية الكبرى أول من أمس، مع اسراع الشرطة الى منع اي محاولة للتظاهر ضد الفيلم ومجلة «شارلي ايبدو»، فيما اعتقل في لاروشيل (غرب فرنسا) رجل يشتبه في انه دعا الى قطع رأس مدير «شارلي ايبدو» على موقع جهادي، حسبما أفاد مصدر قضائي.
وفي وسط باريس، تجمع عشرون شخصاً فقط بينهم نساء محجبات جرى توقيفهن بعدما رفضن تقديم اوراق هويتهن، فيما اجهضت محاولة لتجمع نحو عشرة اشخاص بينهم نساء في وسط مدينة ليل (شمال). وفي مرسيليا (جنوب) تصدى نحو 60 شرطيا تدعمهم مروحية للدرك لمتظاهر واحد أثارت الرسوم الكاريكاتورية حفيظته. وفي المقابل، ستبدأ اليوم في مترو نيويورك حملة ملصقات تصف المسلمين الذين يدعون الى «الجهاد» بـ «المتوحشين»، وذلك بمبادرة من منظمة «المبادرة الاميركية للدفاع عن الحرية» المحافظة، التي جعلت شعارها «في كل حرب بين الانسان المتحضر والمتوحش، ادعموا الانسان المتحضر. ادعموا اسرائيل وأسقطوا الجهاد».
(أ ف ب)