ذكرت صحيفة «الموندو» الإسبانية، أمس، أن الرئيس الفنزويلي، هوغو تشافيز، يتقدم في استطلاعات الرأي على منافسه هنريكي كابريليس رادونسكي، قبل أسبوع من موعد الانتخابات الرئاسية التي ستجري في السابع من تشرين الأول المقبل. وأوضحت الصحيفة أن على الرغم من أن تشافيز يحظى بتأييد الطبقات الشعبية ودعمها، وهو ما يرجح فوزه؛ إذ أعطته استطلاعات الرأي مع حصوله على 50% من نيات التصويت، إلا أن الفارق تقلص مع معارضه الرئيسي كابريليس (40 عاماً) الذي حقق صعوداً لافتاً ليصبح على بعد نحو عشر نقاط وراء الرئيس المرشح.
من جهته، قام رادونسكي، الذي فاز بنحو مريح في شباط الماضي في الانتخابات التمهيدية للمعارضة، بحملة أجرى خلالها ثلاثة تنقلات في اليوم من باب إلى باب على جميع الأراضي، مطبقاً الاستراتيجية التي سمحت لتشافيز بالوصول إلى السلطة في انتخابات كانون الاول 1998.
في المقابل، لم يجر تشافيز الذي اضطر إلى الحد من اطلالاته العامة بسبب اصابته بمرض السرطان، سوى عشرين مهرجاناً والقى خطباً اقصر مما كانت عليه في حملته السابقة في 2006 عندما هزم المعارض مانويل روزالس بـ25 نقطة.
ويعد الرئيس المنتهية ولايته، البالغ من العمر 58 عاماً الذي ضعفت صحته جراء مرضه، بأن هذا الاقتراع الرئاسي سيجعل «الثورة الاشتراكية» التي بدأها «في اتجاه واحد» في البلد الذي يتمتع باكبر احتياطي من النفط في العالم ويمثل النفط 90 بالمئة من موارده من العملة الصعبة، واعداً بالعمل على أن تعود الموارد النفطية مباشرة إلى الشعب والمسكن والصحة والتربية والحياة.
ولفت رئيس معهد الدراسات السياسية «داتانالايسيس»، لويس فيسنتي ليون، إلى أن جميع التحقيقات الكبرى تظهر تقلصاً في الفارق وزيادة لافتة لنيات التصويت لمرشح المعارضة المدعوم من ثلاثين حزباً من اليمين واليسار، إلا أنه حذر من أن تشافيز لن يكون بعد الآن «الحصان الجموح».
تشافيز الذي يمسك بغالبية السلطات، بدا واثقاً من فوزه، بتأكيده أن منافسيه «يعلمون انهم بصدد الخسارة، وأن التقدم يسير في خط واحد لا رجعة فيه»، وشدد على ان فوز منافسه رادونسكي الذي وصفه بأنه ليس سوى «نكرة» و«أميّ في السياسة» سيحمل فوزه «الفوضى» إلى البلاد وسيعني نهاية برامجه الاجتماعية الشعبية.
بالمقابل، نفى رادونسكي هذا الاتهام، وقال أثناء تجمع لمناصريه: «علينا أن نهزمه».
وفيما سجلت البلاد في ظل عهد شافيز، بعد 13 سنة على انتخابه، تقلصاً في التفاوت الاجتماعي بفضل موارد النفط، لكنها لا تزال تواجه تحديات كبيرة مثل العنف المزمن ونقص المساكن، وقد أيضاً نجح في صيانة القدرة الشرائية بفضل ارتفاع اسعار النفط ومليارات الدولارات التي يدرها والتي استثمرت في «مهمات اجتماعية» لفائدة الطبقات الشعبية.
وعززت الأرقام حقيقة الإنجازات التي تمكن تشافيز من تحقيقها، فأوردت اللجنة الاقتصادية لأميركا اللاتينية في الأمم المتحدة، أن نسبة الفقر مثلاً انخفضت من 49,4 بالمئة في 1999 إلى 27,8 بالمئة في 2010، بينما تقلصت الأمية من 9,1 بالمئة في 1999 إلى 4,9 بالمئة في 2011. غير أن توزيع الثروات لم يشهد تغييراً عميقاً وما زال، حسب اللجنة، نحو 45,2 بالمئة من الموارد في 2010 بين أيدي 20 بالمئة من الفنزويليين الأكثر يسراً، بينما يتقاسم العشرون بالمئة الاكثر فقراً 5,4% منها.
وفي تحليل لوكالة «الصحافة الفرنسية»، قال ألبرتو باريرا تيسكا، وهو احد مؤلفي كتاب سيرة ذاتية بعنوان «الكومندانتي» («هوغو تشافيز بلا زي عسكري»)، أن «تشافيز أجرى توزيعاً أكثر عدالة وديموقراطية للموارد النفطية، وجعل المهمشين يدركون مكانتهم في المجتمع».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)