رأى وزير الخارجية الاسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، أن «ربيعاً فارسياً سيعقب الربيع العربي» نتيجة العقوبات الدولية المفروضة على ايران، وذلك غداة صدامات وقعت بين محتجين والشرطة في طهران بعد انخفاض العملة الإيرانية على نحو غير مسبوق، فيما عاد الهدوء مع بقاء معظم المحلات التجارية ومكاتب صرف العملات مغلقة. وقال ليبرمان، للاذاعة العسكرية أمس، إن «الربيع العربي سيليه ربيع فارسي، فعدم الاستقرار ينتشر في إيران وليس فقط في طهران»، مضيفاً أنه «لا شك بأن الحركة الاحتجاجية ستتعزز مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الايرانية الصيف المقبل».
وبحسب ليبرمان فان «النظام الايراني يقترب من نقطة حرجة، فالعقوبات الدولية لم تقنع المسؤولين هناك بنبذ برنامجهم النووي، ولكن المهم ان الشعب الايراني بدأ يفصح بأنه ليس على استعداد للتضحية بنفسه من أجل تحقيق طموحات قادته الثورية والمتطرفة».
ودعا ليبرمان الدول الغربية للتحرك من أجل مساعدة هذه الحركة خلافاً لما حدث في التظاهرات الحاشدة الأخيرة عام 2009 التي قمعها النظام الايراني. وأضاف «هذه المرة يجب على الغرب بمجمله مساعدة الحركة من خلال تسهيل الاتصالات وامدادها بالأموال وتعبئة المنظمات الدولية كمجلس الامن الدولي والاتحاد الاوروبي ومؤسسات أخرى».
في هذا الوقت، أفاد دبلوماسيون أمس، بأن الاتحاد الأوروبي يستعد لحظر استيراد الغاز الإيراني في إطار جهوده لزيادة الضغط على طهران بسبب برنامجها النووي. وبدأ دبلوماسيون من الدول الأعضاء في الاتحاد، إعداد حزمة من العقوبات ضد إيران لإقرارها رسمياً في اجتماع لوزراء الخارجية في 15 تشرين الأول في لوكسمبورغ.
وقال ثلاثة دبلوماسيين من الاتحاد الأوروبي إنه تم التوصل إلى اتفاق مبدئي في ساعة متأخرة أول من أمس لحظر واردات الغاز وهو أول إجراء يحظى بالموافقة في هذه الحزمة التي تتضمن أيضاً اقتراحات عديدة تتعلق بالمال والطاقة.
وقال أحد الدبلوماسيين مشترطاً عدم كشف هويته «هناك اتفاق على الغاز... الدول الكبرى تدعمه... ألمانيا وبريطانيا وفرنسا».
وفي السياق، أكد وزير الخارجية الإيطالي، جوليو تيرسي، «ضرورة الإصرار على العقوبات ومواصلة الضغط على النظام» الايراني، معتبراً في تصريح نقلته وكالة أنباء «آكي» الإيطالية، أن «إيران لا ينبغي لها الحصول على سلاح نووي، و(العقوبات هي) للحيلولة دون تطور كهذا، على الرغم من عدم استبعاد أي خيار».
في المُقابل، أكد المرشد الأعلى للثورة الاسلامية، علي خامنئي، أن السبب الرئيسي للضغوط على إيران يكمن في عدم استسلامها أمام نظام السلطة. واعتبر خامنئي، خلال استقباله ألفاً من «النخب الشابة»، انه «بالاعتماد على ثروة القوة الانسانية الشابة سيجتاز الشعب الايراني بصموده أمام الضغوط، كل العقبات الخطيرة، وسيصل الى قمة السعادة».
من جهة ثانية، عاد الهدوء أمس الى طهران غداة صدامات وقعت بين محتجين والشرطة على خلفية تسجيل العملة الايرانية انخفاضاً تاريخياً بسبب العقوبات المفروضة على البلد، لكن معظم المحلات التجارية ومكاتب صرف العملات كانت مغلقة، حسبما أفاد شهود.
وظلت معظم متاجر البازار الكبير، الحي التجاري في المدينة المكتظ عادة، مغلقة وفتحت فقط بعض المحلات التجارية المطلة على الشارع.
وقالت وكالة «مهر» للأنباء، إن اتحادات تجارية تمثل قطاعات الانتاج والتوزيع والخدمات قالت إن حكومة الرئيس محمود أحمدي نجاد دمرت الاقتصاد من خلال إصدار قرارات سياسية خاطئة. وذكرت الوكالة أن الاتحادات اتفقت على اعادة فتح السوق الكبير وهو أحد مراكز التسوق الرئيسية في العاصمة يوم السبت المقبل، في وجود قوات الأمن.
وقالت ان الاتحادات أكدت أنها «ما زالت على ولائها للنظام والثورة».
وفي السياق، أعلنت النيابة العامة في طهران عن القاء القبض على 16 شخصاً من «المخلين الرئيسيين في اسواق العملة» الصعبة.
الى ذلك، عبّرت لجنة حماية الصحافيين ومقرها نيويورك، عن قلقها بشأن رئيس وكالة أنباء الجمهورية الاسلامية علي اكبر جوانفكر، المستشار الاعلامي للرئيس الايراني، والذي سجن ستة شهور بتهمة سب المرشد الأعلى، وبشأن مديرة مكتب «رويترز» في طهران، باريسا حافظي، التي تواجه محاكمة بتهمة نشر أكاذيب ودعايات.
(أ ف ب، رويترز، مهر)