في الوقت الذي بدأت فيه حدة الاحتجاجات في إيران تتصاعد على خلفية الوضع الاقتصادي المُتأثر بالعقوبات الدولية، وفيما يستمر الحديث عن ضربة استباقية للمفاعلات النووية الإيرانية، ذكرت صحيفة «يديعوت احرونوت»، أمس، أن ضباطاً من الجيش الاميركي بدأوا في الأيام الاخيرة يصلون الى اسرائيل لتنسيق الاستعدادات للمناورات المشتركة المقبلة مع الجيش الاسرائيلي. وأوضحت الصحيفة أن هؤلاء الضباط سيشرفون، خصوصاً على وصول مئات العسكريين الأميركيين الى اسرائيل في 14 تشرين الاول الحالي، للمشاركة في المناورات التي ستبدأ الاسبوع التالي على مدى ثلاثة أسابيع.
ووصفت «يديعوت» هذه المناورات بأنها ستكون أكبر تدريبات عسكرية مشتركة بين الولايات المتحدة واسرائيل.
ولفتت إلى انه سيجري في هذه المناسبة اختبار مختلف شبكات المضادات الجوية الاسرائيلية، وكذلك بطاريات الصواريخ المضادة للصواريخ «حيتس»، ونظام اعتراضها للصواريخ «القبة الحديدية».
من جهتها، ذكرت مجلة «تايم» نقلاً عن «مصادر حسنة الاطلاع في البلدين»، ان واشنطن تخفف بأكثر من الثلثين عدد العسكريين الأميركيين المتوجهين الى اسرائيل، كما خفضت عدد وقوة أنظمة اعتراض الصواريخ المستخدمة في المناورات المسماة «اوستير تشالنج 12». وسيرسل البنتاغون فقط ما بين 1200 و1500 عنصر، بدلاً من نحو خمسة الاف عسكري أميركي.
في غضون ذلك، رأى وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند، في مقابلة لصحيفة «الأوبسرفر» نشرت أمس، أن العقوبات الدولية على المشاريع النووية «الجنونية» لإيران يجب أن تهدد بقاء النظام بأمل إخضاع طهران.
وقال هاموند «الشيء الوحيد الذي يمكن ان يزعزع نظام طهران هو اذا رأى او شعر بتهديد لبقائه».
وسيجتمع وزراء الخارجية الأوروبيون في 15 تشرين الاول الحالي في لوكسمبورغ، حيث يُتوقع ان تطالب فرنسا والمانيا وبريطانيا بتشديد العقوبات الاوروبية المفروضة على ايران في مجالي الطاقة والمال.
في المقابل، اقترح وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي، في مقابلة مع صحيفة «دير شبيغل» الالمانية التي تصدر اليوم، تسوية للأزمة بين بلده والغرب بسبب برنامج طهران النووي في مقابل تزويد بلاده باليورانيوم المخصب من طرف ثالث. وقال «اذا جرى الاعتراف بحقنا في التخصيب، فنحن مستعدون لتسوية نقوم بموجبها طواعية بالحد من نسبة تخصيب» الوقود النووي، لكنه اضاف إن ايران ستحتاج الى «امدادات مضمونة» من الوقود المناسب من الخارج.
وفي طهران، ذكرت وكالة الأنباء العمالية، أن البرلمان الإيراني وافق أمس على بحث تعليق خطط لمزيد من إصلاح دعم الغذاء والوقود في البلاد، وعزا النواب ذلك للتداعيات الاقتصادية لتهاوي الريال بسبب العقوبات الدولية المفروضة على هذا البلد. وقالت الوكالة، إن 179 من 240 نائباً صوتوا بالموافقة على بحث تعليق المرحلة الثانية من اصلاح الدعم. من دون أن توضح الوكالة متى سيُتخَذ القرار.
ونقلت وكالة الأنباء البرلمانية الإيرانية عن رئيس لجنة الخطة والموازنة في مجلس الشورى، غلام رضا مصباحي، الذي أعد مشروع القانون قوله «في ظل ارتفاع التضخم واضطراب سوق العملة، فإنه يجب وقف المرحلة الثانية من هذا القانون».
وتهدف عملية الاصلاح إلى تخفيف الضغط على المالية العامة للدولة، بخفض دعم أسعار السلع الغذائية والوقود بعشرات المليارات من الدولارات، وتعويض تداعيات ذلك على المواطنين الأشد فقراً بمنح نقدية مباشرة.
واصلاح الدعم محور أساسي للسياسات الاقتصادية للرئيس محمود أحمدي نجاد، لذلك يمثل تصويت البرلمان ضربة سياسية للرئيس، في وقت يواجه فيه سخطاً شعبيا متزايدا بسبب الهبوط الحاد في قيمة الريال.
من جهة ثانية، ذكرت صحيفة «ميل أون صندي» أمس أن عملاء الاستخبارات الايرانية قد يكونون استهدفوا شركة الأقمار الاصطناعية البريطانية، التي عمل فيها مهندس الطيران العراقي الحاصل على الجنسية البريطانية سعد الحلي، قبل اغتياله مع زوجته ووالدته في منتجع سياحي بفرنسا الشهر الماضي.
وأضافت إن الحلي كان يعمل في مشروع سري في شركة تكنولوجيا الأقمار الاصطناعية في مدينة غيلفورد التابعة لمقاطعة ساري البريطانية، وتركز جزء من دوره في مؤسسة للتصوير الرقمي تابعة للشركة، وعمل أيضاً مع شركة التصوير الجوي (إي أم أس 1087) ومقرها مدينة سويندون.
ونسبت الصحيفة إلى خبير أمني قوله «إن الإيرانيين يستقتلون لوضع أيديهم على تكنولوجيا متطورة لا يمكنهم اقتناؤها بصورة قانونية، وإذا كانوا يحصلون عليها عن طريق الحلي أو يأملون الحصول عليها منه ورفض، فإنهم لا يفكرون مرتين قبل قتله».
(أ ف ب، يو بي آي)