أثار إعلان كوريا الشمالية، أمس، امتلاكها صواريخ قادرة على ضرب الولايات المتحدة، رداً من واشنطن، التي دعت بيونغ يانغ إلى إطعام شعبها بدل التبجح بصواريخها، فيما اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أن التصريح الكوري الشمالي مقلق. وقال المتحدث باسم لجنة الدفاع الوطني، في بيان نشرته وكالة الأنباء الكورية الشمالية، إنّ «الجيش الثوري (لكوريا الشمالية) بما فيه قواته الصاروخية الاستراتيجية لم يضع في مرمى نيرانه شبه الجزيرة الكورية فحسب بل كذلك اليابان وغوام (أرض اميركية في المحيط الهادئ) وحتى أراضي الولايات المتحدة». وأكد أنّ بيونغ يانغ تبقى على استعداد لمواجهة أيّ عدوّ «قوة نووية مقابل قوة نووية وصاروخ مقابل صاروخ». ورأى عدة خبراء كوريين جنوبيين، رداً على أسئلة وكالة «فرانس برس»، أنّها «خدعة» جديدة من كوريا الشمالية التي تفشل مرة بعد مرة في جهودها لتطوير صواريخ عابرة للقارات. وأوضح يون دوك-مين، الأستاذ في الأكاديمية الوطنية للدبلوماسية، في سيول أنّه «ليس هناك أي اثبات على أنّ كوريا الشمالية نجحت في اختبار صاروخ له مدى كاف لضرب الأراضي الأميركية». واعتبر أنّ بيونغ يانغ قد تكون تسعى إلى «رفع معنويات جيشها وحشد (الكوريين الشماليين) خلف (زعيمهم الجديد) كيم جونغ ايل».
وفي ردّ أميركي على التهديد الكوري، دعت الولايات المتحدة بيونغ يانغ إلى الاهتمام بـ«اطعام» شعبها بدلاً من «التبجح» بصواريخها البالستية. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية، فيكتوريا نولاند، «عليهم اطعام شعبهم بدلاً من التبجح بقدرات صواريخهم». ورأت أنّ التغيّرات في الوضع الصاروخي بين واشنطن وسيول هي «من طبيعة دفاعية»، مضيفةً أنّه بموجب قرارات مجلس الأمن «فإن على كوريا الشمالية تعليق جميع نشاطاتها المتعلقة ببرامج الصواريخ البالستية».
وأضافت أن الكوريين الشماليين «يعرفون ما عليهم أن يفعلوه إذا أرادوا أن يعودوا إلى المحادثات معنا. ومرة أخرى، فان هذا تبجح حول أمر ما بدلاً من مراعاة احتياجات شعبهم».
بدوره، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إنّ اعلان كوريا الشمالية أنّها تملك صواريخ قادرة على الوصول إلى الأراضي الأميركية «مقلق». وأقرّ بان، وزير الخارجية السابق لكوريا الجنوبية، بأنّه لا يستطيع التأكد من صحة المعلومات التي اعلنتها بيونغ يانغ، وأضاف «لقد قرأت التقرير، وهو تصريح مقلق جداً من كوريا الشمالية». وأضاف بان، في مقابلة مع وكالة «فرانس برس»، «يجب أن يساهموا في خفض التوترات، وهذا لا يؤدي سوى إلى زيادة التوترات ويخلق مزيداً من انعدام الثقة بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية». وتابع «وكذلك فهذه ليست طريقة لكسب ثقة المجتمع الدولي. وأنا آمل بحق أن تدخل سلطات كوريا الشمالية بجدية في حوار مع كوريا الجنوبية وكذلك مع الدول المجاورة».
وقال بان كي مون إنّه يوافق رأي معظم المحللين بأنّ كوريا الشمالية تردّ على اعلان كوريا الجنوبية بابرام اتفاق جديد مع الولايات المتحدة لزيادة مدى صواريخها ثلاثة أضعاف إلى 800 كلم، ما يعطيها القدرة على ضرب أهداف في كوريا الشمالية وأجزاء من اليابان والصين. وقال «يبدو أنّ هذا ردّ فعلهم على الاتفاق الذي أبرم مؤخراً بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة... ولكن هذا موضوع مختلف تماماً».
وكان مسؤول أميركي قد قال إنّ الاتفاق بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية لزيادة مدى صواريخ كوريا الجنوبية ثلاثة أضعاف ليغطي جميع أراضي كوريا الشمالية، سيساعد سيول على الدفاع عن نفسها من أي هجوم. ووصف المسؤول في وزارة الخارجية، في تصريح لوكالة «فرانس برس»، هذا الاتفاق بأنّه «حكيم ومناسب وبمثابة ردّ محدّد على تهديد الصواريخ البالستية الكورية الشمالية». وقال إنّ الإرشادات الجديدة «مصممة على تحسين قدرات كوريا الجنوبية للدفاع عن نفسها في مواجهة صواريخ كوريا الشمالية البالستية»، مضيفاً أنّ قادة العالم أعربوا عن قلقهم بشأن برنامج بيونغ يانغ الصاروخي.
وقال المسؤول الأميركي إنّ واشنطن «تجري محادثات مع كوريا الجنوبية بناء على طلبها لبحث طرق مواجهة تهديد صواريخ كوريا الشمالية البالستية». وأوضح أنّ الاتفاق الجديد «إضافة إلى التحسينات الإضافية لقدرات الحلف» جاء نتيجة لهذه المحادثات.
(أ ف ب)