حذرت المفوضية العليا للامم المتحدة للاجئين في بورما، أمس، من أن المخيمات التي تؤوي عشرات آلاف الاشخاص الذين هجّرتهم اعمال العنف بين المسلمين والبوذيين في غرب بورما تخطت حدود قدرتها الاستيعابية وامكانية تأمين المواد الغذائية لهم. وأكدت المفوضية أن التدفق الجديد تجاوز القدرة الاستيعابية للمخيمات المكتظة والقدرة على تأمين المواد الاساسية كالطعام والماء. وأضافت أن «اسعار المواد الغذائية تضاعفت في المنطقة ولا يتوافر العدد الكافي من الاطباء لمعالجة المرضى والمصابين». واعربت المفوضية العليا للاجئين ايضاً عن قلقها من الصعوبة في مساعدة بعض المهجرين الجدد في «مناطق تواجه صعوبات بالغة في الوصول اليها»، وعلى مصير «ستة آلاف شخص عالقين في سفن او في جزر على طول الساحل الغربي البورمي». من جهة اخرى، اجمع مسلمو الروهينغا على حلم الرحيل إلى المنفى بعدما ضاقت بهم سبل العيش في ميانمار.
وقالت رحيمة (55 سنة) التي فقدت زوجها وابنها (25 سنة) في اعمال عنف جرت بين مسلمين وبوذيين في حزيران الماضي «لا اجد ما يكفي من طعام لسد رمقي، إلى متى نستطيع تحمل العيش هنا؟» وقصدت بذلك مخيم ساي ثاماجيي المكون من صفوف من الخيم البيضاء او الملاجئ المرتجلة من اعواد البامبو وغيرها وحيث يتكدس نحو عشرة آلاف لاجئ من الروهينغا. وروى محمد اسماعيل (32 سنة) «الحياة في المخيم كابوس، كان علينا عند الرحيل ترك كل شيء وراءنا»، مضيفاً «سنرحل ما إن ينتهي موسم الامطار».
بدوره، كشف ماثيو سميث من هيومن رايتس ووتش أنه «قد نشهد ارتفاعاً كبيراً في عدد الروهينجينا الذين سيبحرون هذه السنة» في رحلة خطيرة تدل على «مدى يأس هذه الفئة». وحذرت سرناتا رينولدز من منظمة ريفودجي انترناشيونال من أن «ماليزيا ومنظمة المؤتمر الاسلامي قد ترحبان بالآلاف الاوائل غير أن الحكومات والسكان سينفرون سريعا امام النزوح الكثيف».
من جهة أخرى، دعا الأزهر في مصر، أمس، إلى عقد اجتماع طارئ لوزراء خارجية الدول الإسلامية لبحث «سبل إنقاذ المسلمين» في ميانمار من العنف الذي يمارس ضدهم. كما دعا مجلس الأمن إلى عقد جلسة عاجلة لإصدار قرار ملزم لحكومة ميانمار لوقف العنف ضد المسلمين، مناشداً المجتمع الدولي التدخل العاجل والفاعل للحفاظ على أمن المواطنين المسلمين وسلامتهم في ميانمار «صيانة لكرامة الإنسان، وحفظاً لحقوقه الإنسانية». كما حثّ الأزهر الشريف، حكومة ميانمار على البدء بعملية إعادة التأهيل والمصالحة مع المسلمين، والسعي لإعادة دمج المنفصلين عن المجتمعين من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية على المدى الطويل.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)