هي «انتخابات تويتر»، هكذا سمّى بعض المتابعين والصحافيين الانتخابات الرئاسية الأميركية، وذلك بسبب الأرقام القياسية التي سجّلها موقع التواصل الإلكتروني منذ بدء الحملات وقبيل الاقتراع وخلاله، باعتراف المسؤولين في شركة «تويتر» (160 ألف تغريدة في الدقيقة خلال المناظرات الرئاسية).
ومجدداً، أثبت فريق حملة باراك أوباما أنهم «ملوك الحشد الإلكتروني». فهم الذين خاضوا التجربة الإلكترونية في حملة 2008، ونجحوا في جعل «تويتر» منبراً وأداة انتخابية بامتياز.
الفرق كان واضحاً أمس بين التغريدات التي نشرت على حسابَي أوباما ومنافسه ميت رومني على «تويتر»، من حيث الابتكار والكثافة وفنون التحفيز على الاقتراع.
فتغريدات رومني كانت تشبه الى حدّ بعيد الشعارات الكلاسيكية التي أطلقت خلال حملته، في خطاباته أو على اللافتات. أسلوب تعبير بالٍ لا يشبه التغريد بشيء ولا يستخدم أي حيلة تسويقية حديثة: «نعلم أنه بإمكاننا استرجاع بلادنا، لكننا نحتاج الى مساعدتكم»، «بانتظارنا مستقبل أكثر إشراقاً، فلنختره اليوم». بهذا بدأ اليوم التغريدي الطويل عند رومني مثلاً. وتابع «معاً نستطيع القيام بالتغيير الحقيقي لبلدنا، ساعدونا على الفوز بالتصويت»...
أما فريق أوباما «التويتري» فكان أكثر نشاطاً، ممسكاً بمفاتيح التغريد وفنونه. فقرر مثلاً أن يعرض شهادات من مواطنين يفسّرون لماذا سيصوّتون لأوباما. فأعادت صفحة أوباما إرسال تغريدات لمدرّس وسائق وربّة منزل وطالبة جامعية وجندية في الجيش الأميركي، ومنها مثلاً: سأصوّت لأوباما «لأن ضرائبي انخفضت»، «لأني وجدت بيتاً يؤويني»، «لأن أوباما يشجع التعليم للجميع»، «لأنه لم ينس الجنود أبداً وظلّ يقاتل من أجلهم»... القيّمون على الصفحة واكبوا يوم مرشحهم أيضاً ببعض الصور من جولات أوباما، مع تعليقات مثل «حان يوم التصويت، حدّد مركز اقتراعك وأحضِر صديقك معك». كذلك لم ينس فريق أوباما التوجه بالتغريدات الى المقترعين الشباب والى الطلاب والى الذين سيصوّتون للمرة الأولى «هل تشعرون بذلك؟ إنها رائحة الحرية».
ورغم أن بعض المغرّدين الأميركيين اشتكوا من طغيان الجوّ الانتخابي على «تويتر» ودعوا الى «وقف التغريدات الانتخابية»، ركّز بعض الصحافيين كل اهتمامهم على متابعة نشاط الموقع. مارك غراهام، في «ذي غارديان» البريطانية مثلاً، أعلن باكراً فوز أوباما رئيساً... على «تويتر»، من خلال جمع داتا تغريدات شملت 50 ولاية أميركية، وأظهرت أن أوباما ونائبه ذُكرا أكثر بكثير من منافسيهما.