إسطنبول | على الرغم من مرور 57 يوماً على الإضراب الذي بدأه المئات من أنصار وأتباع حزب «السلام والديموقراطية»، الجناح السياسي لحزب العمال الكردستاني، لا تزال الحكومة تتجاهل هذا الإضراب واحتمالات وفاة المضربين عن الطعام في العديد من المدن التركية. وفي هذا الإطار، بحث الرئيس عبد الله غول مع نائب رئيس الوزراء بولنت أرينج ووزير العدل سعد الدين أركين الوضع في السجون، وناشدهما اتخاذ الإجراءات اللازمة لإقناع المضربين عن الطعام بالتخلي عن الإضراب والدخول في حوار مباشر مع وزير العدل من أجل تلبية مطالبهم. بالمقابل، رفض المضربون عن الطعام دعوات الحكومة لوقف الإضراب، وأكدوا أن الإضراب سيستمر إلى أن تلبي الحكومة مطالب جميع السجناء والمعتقلين، وأهمها الاستعجال في محاكماتهم. ويطالب السجناء والمعتقلون أيضاً بتحسين ظروفهم المعيشية داخل السجون.
وعلى صعيد الأزمة الكردية أيضاً، فقد استمرت الطائرات في قصفها لمواقع حزب العمال الكردستاني ومخيماته في شمال العراق، بعدما رصدت طائرات التجسس التركية تحركات واسعة لمسلحي الكردستاني في المنطقة. كما قامت مجموعات من الوحدات الخاصة بعمليات خاطفة استهدفت العشرات من مسلحي الكردستاني في الجبال القريبة من الحدود العراقية _ التركية، فيما تشهد مناطق عدة في جنوب شرق البلاد اشتباكات عنيفة بين مسلحي حزب العمال الكردستاني والجيش المدعوم بحراس القرى الأكراد في محاولة من الجيش لمنع المسلحين الأكراد من التسلل عبر الحدود العراقية _ التركية استعداداً لهجمات واسعة في المنطقة قبل مجيء الشتاء، في الوقت الذي تتحدث فيه المعلومات الصحافية عن مباحثات سرية مستمرة بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني بوساطة كردية عراقية من أجل التوصل الى اتفاق ينهي الاقتتال أولاً، ثم يساهم في معالجة المشكلة الكردية تركياً وسورياً وإقليمياً ثانياً. وقالت المعلومات الصحافية إن أنقرة تسعى في الوقت نفسه إلى كسب أكراد سوريا أيضاً إلى جانبها، حيث لحزب العمال الكردستاني التركي تأثير كبير عليهم، وخاصة حزب الاتحاد الديموقراطي الكردستاني السوري.
وكان الإعلام التركي قد سرّب معلومات مفصلة عن مباحثات سرية بين رئيس جهاز المخابرات التركية، هاكان فيدان، مع قادة حزب العمال الكردستاني في العاصمة النروجية أوسلو خلال الفترة 2009- 2010 وانتهت بالفشل بعدما أصر الجانب الكردي على ضرورة إخلاء سبيل زعيم الحزب عبد الله أوجلان أو وضعه تحت الإقامة الجبرية في فيلا خاصة كشرط أساسي لإنهاء العمل المسلح ضد تركيا. وتحدثت المعلومات أيضاً عن استعداد أنقرة للاعتراف للأكراد بحكم ذاتي بهدف كسب أكراد المنطقة عموماً، وسوريا خاصة، في ظل العلاقات الجيدة التي تربطها بأكراد العراق، حيث لأنقرة علاقات سياسية واقتصادية مميزة في كردستان العراق. ويتحدث الإعلام التركي الآن عن أن رئيس الوزراء الحالي، رجب طيب أردوغان، ينوي إحياء فكرة الرئيس الراحل تورغوت أوزال بضم شمال العراق إلى تركيا، ووضع أكراد المنطقة عموماً تحت الوصاية والحماية التركية طالما أن الغرب يخطط لإقامة كيان أو كيانات كردية مستقلة في المنطقة، على غرار الكيان الفدرالي في شمال العراق.
في إطار آخر، أشعل رجل النار بنفسه، أمس، أمام مقر رئاسة الحكومة التركية في العاصمة أنقرة. وذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة «حرييت» أن الرجل، الذي كان يصرخ، رمى الوقود على نفسه ثم أشعل النار. وقد سارع حرّاس مقر رئاسة الوزراء ورجال الشرطة لمساعدة الرجل ،الذي نقل إلى المستشفى لتلقي العلاج.
ولم تعرف بعد الدوافع التي دفعت الرجل إلى إشعال النار بنفسه.