شهدت قضية استقالة مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي ايه) ديفيد بترايوس، أمس، تطورات جديدة، بعدما ظهرت تقارير تفيد بأن السيدة التي يعتقد أنها كانت عشيقته وجهت رسائل الكترونية الى امرأة ثانية كانت تعتبرها تهديداً لعلاقتها معه.وظهرت هذه القضية بعدما بدأ مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) يحقق في ما اذا تم الاطّلاع على المعلومات الموجودة على الكمبيوتر الذي يستخدمه بترايوس المتزوج والأب لولدين، حسبما أفادت صحيفة «نيويورك تايمز» ووسائل إعلام أخرى نقلاً عن مسؤولين حكوميين.
وذكرت شبكة التلفزيون «أن بي سي»، أن مكتب التحقيقات الفدرالي يجري تحقيقات بشأن باولا برودويل، التي يشتبه بأنها حاولت الاطلاع على الرسائل الالكترونية لبترايوس، والتي تحوي معلومات سرية عندما كان على رأس التحالف الدولي في أفغانستان.
وقال مسؤولون لم تكشف أسماؤهم لصحيفة «نيويورك تايمز» إن عشيقة بترايوس هي برودويل الضابط السابق في الجيش، التي أمضت فترات طويلة تجري مقابلات مع بترايوس قبل نشر كتابها.
ونقلت صحيفتا «نيويورك تايمز» و«واشنطن بوست» عن مسؤول مطلع على القضية أول من أمس، أن التحقيق أُثير عبر رسائل بالبريد الالكتروني تتضمن «مضايقات» أرسلتها برودويل الى امرأة ثانية.
والسيدة التي تلقت الرسائل الالكترونية أصيبت بخوف شديد، حسبما كتبت صحيفة «واشنطن بوست»، وتوجهت الى مكتب التحقيقات الفدرالي لطلب الحماية والمساعدة في ملاحقة الجهة المرسلة.
وأضافت «واشنطن بوست» أن المرأة الثانية لم تكن تعمل لدى الـ«سي آي ايه» وعلاقتها مع بترايوس تبقى غير واضحة. لكن الرسائل الالكترونية تشير الى ان برودويل كانت ترى فيها تهديداً لعلاقتها ببترايوس.
صحيفة «نيويورك تايمز» نقلت عن مسؤول رفيع المستوى في الادارة الأميركية، قوله إن الرئيس «فوجئ وخاب أمله كثيراً»، مضيفاً أنه «لم يكن يتوقع سماع مثل تلك الأنباء الخميس بعيد اعادة انتخابه».
وقال مسؤول رفيع المستوى في الاستخبارات لصحيفة «نيويورك تايمز»، إن مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية، جيمس كلابر، علم بالوضع الخميس وابلغ بترايوس بأن «الأمر الصائب للقيام به هو الاستقالة».
وسيتولى نائبه مايكل موريل منصب مدير وكالة الاستخبارات المركزية بالوكالة، فيما يتوقع أن يحل موريل محل بترايوس خلال جلسة استماع مقبلة في الكونغرس حول فشل الـ«سي آي ايه» في حماية القنصلية الأميركية في ليبيا في ايلول الماضي.
ولخلافة بترايوس، طرح اسم مستشار البيت الابيض لشؤون مكافحة الارهاب، جون برينان، والذي لعب دوراً أساسياً في اطلاق حرب الطائرات من دون طيار على ناشطي تنظيم القاعدة. كذلك هناك مساعد وزير الدفاع لشؤون الاستخبارات مايكل فايكرز، وعضو الكونغرس مايكل روجرز، الذي يرأس لجنة مجلس النواب الدائمة حول الاستخبارات.
وقال بترايوس، في رسالة بعث بها الى العاملين في الوكالة المركزية «بعد زواج استمر اكثر من 37 سنة، تصرفت بسوء تقدير هائل عبر اقامتي علاقة خارج اطار الزواج»، مؤكداً انه «تصرف غير مقبول لا كزوج ولا كمسؤول في مؤسسة مثل مؤسستنا».
(أ ب، أ ف ب)