أعلن وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا، والأمين العام لحلف شمالي الأطلسي، أندرس فوغ راسموسن، وقبلهما الرئيس باراك اوباما، ثقتهم التامة بالجنرال جون آلن، قائد قوات التحالف في أفغانستان، بعد ما تردّد عن ضلوعه في الفضيحة التي كلفت دايفيد بترايوس منصبه مديراً لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية «سي آي ايه».وقال بانيتا للصحافيين، خلال زيارة لأستراليا، إن الجنرال آلن «يؤدي عملاً ممتازاً في قوة «إيساف» الدولية للمساعدة على احلال الامن في افغانستان، وهو لا يزال يحظى بثقتي في قيادة قواتنا ومواصلة المعركة». وعن تجميد قرار تعيين آلن قائداً أعلى لقوات حلف شمالي الأطلسي، الذي أعلنه أوباما، قال إنه مجرد «اجراء احترازي».
وفتحت وزارة الدفاع «البنتاغون» تحقيقاً في رسائل إلكترونية متبادلة بين امرأة تدعى جيل كيلي، تسببت بكشف فضحية بترايوس حين طلبت من «أف بي آي» التحقيق في رسائل تهديد كانت تتلقاها وتبين أن مصدرها بولا برودويل، الصديقة السابقة لدايفيد بترايوس.
ودفع الكشف عن العلاقة بين برودويل وبترايوس هذا الاخير الى تقديم استقالته. وتبين لاحقاً أن آلن أقام مراسلات غزيرة «غير لائقة» بالبريد الإلكتروني مع جيل كيلي يمكن وصفها بالمغازلة، الا أنه نفى بشدّة وجود أي علاقة جنسية بينهما.
من جهته، أعرب راسموسن عن ثقته التامة بالجنرال الأميركي آلن، وقال خلال مؤتمر صحافي في مقر الحلف في بروكسل، «لدي ثقة تامة بالجنرال آلن»، مضيفاً أن الجنرال آلن «أثبت قيادة استثنائية» في أفغانستان. وقال إن الجنرال آلن «ساهم في تحقيق تقدم كبير في افغانستان». وأكد أن هذه القضية لا تعني الحلف الاطلسي. وقال إنها «مسألة على السلطات الاميركية معالجتها».
وكان من المفترض أن يحضر آلن أمام الكونغرس هذا الأسبوع في جلسة استماع لتثبيت ترقيته لمنصب القائد الاعلى لقوات حلف شمالي الاطلسي في اوروبا، لكنه سيعود حاليا الى كابول وسيبقى في منصب قائد القوات الدولية في افغانستان الى حين انتهاء التحقيق.
وكان الرئيس الأميركي قد أكد دعمه لقائد القوات الدولية في افغانستان، وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني، ان «الرئيس يكن اعتباراً كبيراً للجنرال آلن وخدمته لبلاده وكذلك للعمل الذي انجزه في افغانستان». وأضاف أن الرئيس «يثق بالجنرال آلن»، وأن البيت الأبيض كان على علم بامتداد القضية لتشمل آلن اعتباراً من الجمعة الماضية.
واستجوب محققون كلاً من بترايوس وبرودويل في أواخر تشرين الأول ومطلع تشرين الثاني، واعترفا بالعلاقة التي قال الجنرال المتقاعد لبعض أصدقائه إنها «انتهت قبل اربعة اشهر».
وكان من المفترض ان يدلي بترايوس هذا الأسبوع بافادته أمام الكونغرس في قضية الهجوم على القنصلية الاميركية في بنغازي بليبيا، الذي أدى الى مقتل اربعة اميركيين بينهم السفير الاميركي في ليبيا، كريس ستيفنز. وقالت السناتور الديموقراطية، ديان فاينشتاين، لشبكة «سي أن أن»، إنها تتوقع أن «يحضر بترايوس رغم ذلك للادلاء بإفادته في موعد لاحق»، مضيفة أنها لا ترى أي رابط بين الفضيحة الجنسية وهجوم بنغازي.
وكان عناصر «أف بي آي» قد قامو يوم الاثنين الماضي بتفتيش منزل بولا برودويل في كارولاينا الشمالية، ونقلت «سي أن أن» عن مصدر، لم تكشف اسمه، قوله ان المحققين كانوا يريدون الحصول على وثائق تاريخية كانت برودويل تقوم بحفظها لبترايوس.
في غضون ذلك، عقد أوباما، امس، أول مؤتمر صحافي منذ اعادة انتخابه رئيسا للولايات المتحدة، ركز خلاله على المفاوضات التي ستجري مع الكونغرس حول الميزانية، والفضيحة التي أرغمت بترايوس على الاستقالة.
(أ ب، أ ف ب، يو بي آي)