في مؤتمره الصحافي من مدينة أنطاليا التركية، حيث تنعقد قمة مجموعة الدول العشرين، أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أنه عرض على نظرائه صوراً جوية وفضائية تُظهر أنشطة داعش التي لا يمكن أن تخطئها وسائل الرصد التقني «الأطلسية»، مشدداً على ضرورة إيقاف تجارة النفط التي يمارسها التنظيم بكل حرية.
الصور «تبيّن بوضوح أبعاد التجارة غير الشرعية بالنفط ومشتقاته، حيث تمتد قوافل السيارات والناقلات لعشرات الكيلومترات، على مد البصر، وتشاهَد من على ارتفاع 4 إلى 5 آلاف متر، وتبدو كأنظمة أنابيب نفط»، قال بوتين، مضيفاً أن القادة المجتمعين ناقشوا «الحاجة إلى تنفيذ القرارات ذات الصلة، المتخذة من قبل مجلس الأمن الدولي، والتي اعتُمدت بناءً على المبادرة الروسية من أجل منع تمويل الإرهاب والحد من التجارة غير المشروعة بالقطع الأثرية التي يسرقها الإرهابيون من الأراضي التي يستولون عليها». وفقاً لمسودة البيان الختامي للقمة، التزم زعماء «مجموعة العشرين» العمل على مكافحة تمويل الإرهاب، وتكثيف الجهود للسيطرة على الحدود الدولية وتأمين سلامة الطيران، بعدما انتقل إرهاب «الجهاديين» التكفيريين إلى قلب أوروبا. كذلك أكدت القمة، وفقاً لنص المسودة، أن الإرهاب يجب ألا يُنسب الى أي دين أو جنسية أو جماعة عرقية.
وقال رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، إن «الهجمات المروعة في باريس (مساء يوم الجمعة الماضي)، بعد وقت قصير من كارثة طائرة الركاب الروسية، وبعد تفجيرات أنقرة وهجمات تونس ولبنان، تؤكد الخطر الذي نواجهه»، مضيفاً أنه ونظراءه اتفقوا على «اتخاذ خطوات مهمة أخرى لقطع التمويل الذي يعتمد عليه الإرهابيون، ومواجهة الفكر المتطرف للدعاية الإرهابية، وتوفير حماية أفضل لنا من خطر المقاتلين الأجانب، من خلال تبادل معلومات الاستخبارات، ومنع (الأخيرين) من السفر».

بيسكوف: مخطئ
من يعتقد أن الغرب
موحد في مواقفه


وحول المسألة الأخيرة، قالت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، إن الزعماء اتفقوا على جملة من الإجراءات، إلى جانب تصعيد العمل العسكري، «تتضمن التعاون بين أجهزة المخابرات ومراقبة الاتصالات على الإنترنت». وقالت مصادر في الرئاسة التركية إن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، حث القادة المجتمعين على تعميق تبادل المعلومات الاستخبارية، علماً بأن أنقرة تشكو، منذ فترة طويلة، من ضعف تبادل المعلومات هذه مع حلفائها الغربيين، الذين حثتهم على تزويدها بمزيد من المعلومات عن المشتبه فيهم، قبل سفرهم إلى أراضيها. وفي الوقت نفسه، كانت أنقرة تتعرض بدورها لضغوط غربية تحثها على محاربة داعش، وتشديد الرقابة على حدودها التي تمتد 900 كيلومتر مع سوريا، والتي ينقل «الجهاديون» عبرها الإمدادات (والنفط) والمقاتلين الأجانب. ولفت مسؤول تركي رفيع المستوى إلى أن أنقرة كانت قد أبلغت باريس مرتين معلومات استخبارية تخص أحد منفذي هجمات يوم الجمعة الماضي، لكنها لم تتلق من الأخيرة إلا طلباً بتزويدها المزيد من المعلومات... بعد وقوع الهجمات.
وعلى صعيد اللقاءات الثنائية على هامش القمة، قال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إن اجتماع بوتين مع الرئيس الأميركي، باراك أوباما، كان بنّاءً، وأن لا بديل من الحوار الثنائي، رغم أن اللقاء لم يشكّل نقطة انعطاف في مواقف الطرفين، ولم يُزل المسائل الخلافية. وأشار بيسكوف إلى أن توقع «حدوث انقلاب في العلاقات الثنائية»، خلال لقاء استمر 20 دقيقة، هو أمر غير واقعي.
«إن كنتم تعتقدون أن الغرب موحد في مواقفه مئة في المئة، فإنكم مخطئون»، قال بيسكوف، مشيراً إلى أنه في مسألة مكافحة الإرهاب، «هناك تفاهم لضرورة التعاون، إلا أنه لا يمكن التوصل إلى اتفاقات بين روسيا والغرب، لأن لا يوجد مثل هذا المفهوم، وذلك لأن لكل دولة موقفها الخاص بشأن مختلف جوانب (المسألة)».
(الأخبار، رويترز)