أعلن نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي، موشي يعلون، أمس، أن الجهود التي تقودها الولايات المتحدة للحد من البرنامج النووي الإيراني استؤنفت بعد إعادة انتخاب الرئيس الأميركي باراك أوباما، وتشمل استعداداتٍ لعمل عسكري محتمل.وتشير تصريحات يعلون الى تفاؤل حذر بشأن إمكان التوصل الى حسم دولي للمواجهة المستمرة منذ عشر سنوات مع طهران، وإن قالت إسرائيل إنها لا تزال مستعدة لمهاجمة عدوها اللدود وحدها كملاذ أخير.
وقال يعلون لإذاعة الجيش الإسرائيلي إن إسرائيل كانت تعلم أنه لن يحدث تحرك في هذه القضية قبل الانتخابات الأميركية في تشرين الثاني، لكنها توقعت تجدد الجهود بعد الانتخابات، مضيفاً «من المؤكد أنها تجددت». وأشار الى اتصالات بين الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا والصين وبريطانيا وألمانيا وإيران بشأن إجراء مفاوضات جديدة واستمرار العقوبات ضد إيران «واستعدادات أميركية في الأساس حتى الآن لاحتمال استخدام القوة العسكرية».
وكان يعلون، وهو قائد سابق للقوات المسلحة، ينتمي الى حزب الليكود، قد شكك في عزم أوباما على التعامل مع إيران خلال الفترة الرئاسية الأولى للرئيس الديموقراطي.
في المقابل، كان وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، وهو الوحيد الذي ينتمي الى الوسط في حكومة نتنياهو الائتلافية، قد أيّد موقف أوباما.
من ناحية ثانية، أعلن رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، فريدون عباسي دواني، أن طهران لن توقف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة رضوخاً للمطالب الخارجية، ما يشير إلى موقف تفاوضي صارم قبل محادثات جديدة مزمعة مع قوى العالم.
ونقلت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء عن دواني قوله «لن توقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة بسبب مطالب الآخرين... ستنتج الجمهورية الإسلامية الإيرانية يورانيوم مُخصّباً بدرجة 20 في المئة لتلبية احتياجاتها وللمدة التي تحتاج إليها».
في هذه الأثناء، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست، إن مسؤولي الاتحاد الأوروبي وإيران أجروا مناقشات حول موعد ومكان الجولة التالية من المفاوضات بين إيران والقوى الست الكبرى. وأضاف في مؤتمره الصحافي الأسبوعي «إذا تم التوصل الى اتفاق فسيتم الإعلان عنه».
وبشأن استعداد المسؤولين الأميركيين لإجراء مفاوضات مع إيران، أوضح مهمانبرست «أن ادعاءات المسؤولين الأميركيين حول إجراء المفاوضات يتنافى مع سلوكهم في ممارسة الضغوط على الشعب الإيراني»، داعياً المسؤولين الأميركيين الى إثبات ادعاءاتهم عملياً من خلال تغيير مواقفهم تجاه إيران. لكنه رأى أن رغبة وفد الوكالة الدولية للطاقة الذرية في التوصل الى نتيجة تبين أن المحادثات تسير على نحو جيّد. وقال «في حالة توصل إيران والوكالة الدولية خلال المحادثات الى اتفاق، فإن ذلك يؤكد مرة أخرى أن مواقف الدول الغربية ومجموعة «5+1» هي سياسية. وإذا أرادت هذه الدول التوصل الى نتيجة فعليها الاعتراف بحقوق إيران. وفي هذه الحالة إذاً، هناك هواجس. ومن الممكن إزالتها من خلال المحادثات مع الوكالة الدولية».
إلى ذلك، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إن إيران أعادت فتح قنصليتها في مدينة هرات الأفغانية بعد أسبوع من ورود أنباء عن إغلاقها بسبب احتجاجات مناهضة لإيران أمام القنصلية.
وكان المتظاهرون يحتجون على قتل الشرطة الإيرانية مهاجرين أفغاناً، وهو ما تنفيه طهران. وذكرت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية في 11 كانون الأول أن إيران أغلقت القنصلية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست «استناداً إلى طلب من المسؤولين والشعب في أفغانستان، استأنفت القنصلية الإيرانية في هرات أنشطتها أمس (الاثنين)... ويجري بحث مسألة الخسائر التي لحقت (بالقنصلية)».
ونقلت قناة «برس تي في» الإيرانية الرسمية التي تبث إرسالها باللغة الإنكليزية عن القنصل الإيراني العام في هرات، رحيم محمدي يكتا، قوله إن طهران تطالب الحكومة الأفغانية بتعويضها عن الخسائر التي لحقت بالقنصلية.
(رويترز، أ ف ب)