أكد نائب وزير الخارجية الإيراني، حسن قشقاوي، أن طهران من الممكن أن تسمح بزيارة موقع بارشين العسكري الواقع جنوب شرقي طهران، الذي تشتبه وكالة الطاقة باجراء تجارب نووية داخله وتطالب بتفتيشه، «إذا توقفت التهديدات (لإيران)». وفي وقت سابق من هذا الشهر زار مسؤولون من الوكالة الدولية للطاقة الذرية إيران في محاولة منهم للتفاوض على دخول بارشين لحل قضايا معلقة مرتبطة «بأبعاد عسكرية محتملة» لبرنامج إيران النووي. وقالت إيران مراراً إنه يتعين التوصل إلى اتفاق أوسع نطاقاً بشأن تحقيق الوكالة قبل فتح الموقع امام المفتشين.

من جهة ثانية، أقال الرئيس الإيراني، وزيرة الصحة ماريزه وحيد دستجيردي، التي كانت المرأة الوحيدة في الحكومة الإيرانية، حسبما أعلن تلفزيون الدولة أمس. وأعلن نجاد في بيان مُقتضب تعيين محمد حسن تريكات مونفريد، قائماً بأعمال وزير الصحة على نحو مؤقت خلفاً لدستجردي. وجاء في بيان نشر على نطاق واسع في وسائل الإعلام الإيرانية «نظراً لالتزامك وخبراتك القيمة، وبناءً على الدستور أعينك قائماً بأعمال وزير الصحة».
وكانت وزيرة الصحة قد اقترحت زيادة أسعار بعض الأدوية بسبب ارتفاع سعر الدولار أمام الريال الإيراني، والعقوبات الاقتصادية الغربية، وقد اعترض الرئيس الايراني على هذه الزيادة وأقالها. وظهرت تقارير في الأسابيع الماضية بشأن وجود عجز في بعض الأدوية الحيوية اللازمة لعلاج السرطان وحالات أخرى خطيرة. وقالت دستجردي الشهر الماضي، إنه لم يتم توفير سوى ربع المبلغ المخصص لواردات الدواء للعام الجاري والبالغ 2.4 مليار دولار، وإن هناك نقصاً في العملة الصعبة اللازمة للاستيراد.
ويلقي مسؤولون إيرانيون باللائمة في نقص الدواء على العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، لكن الحكومة تعرضت لانتقاد شديد لفشلها في إدارة احتياجات الإيرانيين على نحو ملائم. واستناداً الى الأرقام الرسمية، حققت ايران اكتفاءً ذاتياً من الانتاج الدوائي بنسبة 97 في المئة، الا انها مضطرة الى استيراد المواد الأساسية لصنع عدد كبير من هذه الأدوية. وكانت فاطمة هاشمي، المسؤولة عن مؤسسة الامراض الخطيرة، قد طلبت في آب الماضي من الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون، التدخل لدى الدول الغربية لـ «رفع العقوبات السياسية التي تؤثر تأثيراً غير مقبول على المرضى» في ايران. واستناداً الى مسؤولين ايرانيين فان العقوبات الاقتصادية الغربية التي فرضت على ايران بسبب برنامجها النووي تؤثر على نحو ستة ملايين ايراني مصاب بامراض خطيرة.
(أ ف ب، رويترز)