أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، أمس ان بلاده لن تدعم نظام الرئيس في أفريقيا الوسطى فرنسوا بوزيزي، ضد حركة التمرد التي تهدده، بينما أعلن قائد القوة المتعددة الجنسيات هناك الجنرال جان فليكس اكاغا، أن هذه القوة سترسل تعزيزات لضمان أمن بانغي. وقال الجنرال اكاغا للإذاعة الوطنية في أفريقيا الوسطى، إن «القوة المتعددة الجنسيات في وسط أفريقيا تسهر على ضمان أمن بانغي الى أقصى درجة.. لكن قوات أخرى ستصل لتعزيز تلك القوة وضمان أمن بانغي».
في هذا الوقت، أعلن الرئيس الفرنسي، أن مهمة العسكريين الفرنسيين الـ250، الذين لا يزالون في مطار بانغي، لا تتمثل في «حماية النظام». وقال «إننا لسنا هناك لحماية نظام بل لحماية مواطنينا ومصالحنا وليس للتدخل بأي شكل من الأشكال في الشؤون الداخلية لأي بلد ولا افريقيا الوسطى تحديداً». وأضاف هولاند «لقد انتهت تلك الفترة»، في اشارة الى عهد ما بعد الاستعمار حيث كانت فرنسا تُنصّب وتزيل أنظمة مستعمراتها القديمة.
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت فرنسا ستضطر للقيام بعمل عسكري قال هولاند «يمكننا التحرك إذا كان هناك تفويض من الأمم المتحدة، ولم يحدث هذا، لكن وبشكل عام فإننا نبذل اقصى ما في وسعنا لحماية السكان المدنيين والحفاظ عليهم. لذا فمرة أخرى.. سنقوم بواجبنا».
ويقدم ضباط الجيش الفرنسي المشورة لجيش افريقيا الوسطى، فيما كانت باريس قد ساعدت في الماضي في دعم حكومات أو إطاحتها.
وكان رئيس أفريقيا الوسطى قد دعا الولايات المتحدة وفرنسا إلى مساعدة بلاده في دحر قوات المتمردين الذين تقدموا نحو العاصمة بانغي. وقال بوزيز أمام حشد في الميدان الرئيسي في بانغي «نطلب من أبناء عمومتنا الفرنسيين والولايات المتحدة باعتبارهما قوتين كبيرتين أن يساعدونا على دحر المتمردين إلى مواقعهم الأولى بطريقة تسمح بإجراء محادثات في ليبرفيل (عاصمة الغابون) لحل هذه الأزمة».
وفي السياق، دانت فرنسا «استمرار الأعمال العدائية التي تقوم بها حركات التمرد»، وقال مساعد المتحدث باسم الخارجية فنسان فلورياني، إن «أعضاء مجلس الأمن الدولي ذكروا في 19 كانون الاول ان على المجموعات التي تُعرّض استقرار البلاد الى الخطر ان تتحمل مسؤولية تصرفاتها».
وتابع ان «فرنسا تدعم تماماً القرارات التي اعلنها رئيس افريقيا الوسطى ورئيس حكومتها المجتمعان في نجامينا في 21 كانون الأول، وتؤكد ضرورة تسوية الأزمة التي تشهدها جمهورية افريقيا الوسطى بالحوار».
(أ ف ب، رويترز)