واشنطن - تعتزم وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون»، ابتداءً من شهر آذار المقبل، تنفيذ خطتها لنشر قوات عسكرية في 35 بلداً أفريقياً، من بينها ليبيا والسودان والجزائر والنيجر وكينيا وأوغندا، بدعوى تدريب جيوش تلك الدول وملاحقة عناصر المنظمات والمجموعات المسلحة المناهضة للولايات المتحدة، زعم أنها جماعات إرهابية، لكن خبراء يعتقدون أن الهدف الأساسي من وراء نشر هذه القوات هو حماية إمدادات النفط في تلك الدول.
وستقوم الوزارة بتزويد تلك الجيوش معدات عسكرية، كما يمكن القوات الأميركية، إذا تطلب الأمر وبموافقة من وزير الدفاع الأميركي، المشاركة في القتال إلى جانب هذه الجيوش ضدّ «الجماعات الجهادية المتطرفة»، كما هو الحال في شمال مالي، حيث يجري البحث مع الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة ودول أوروبية، في خطط التدخل العسكري هناك.
ويستند نشر القوات الأميركية في دول القارة الأفريقية إلى الخطة التي كان رئيس أركان الجيش الأميركي الجنرال رايموند أوديرنو، قد وضعها باسم «خطة القوى الإقليمية». وستتم زيادة عدد هذه القوات تدريجيا على نحو يمنح الولايات المتحدة القدرة على نشر قواتها العسكرية في أي مكان من الكرة الأرضية على نحو سريع جداً.
وستكون طلائع القوة الأميركية إلى أفريقيا، التي يصل عددها إلى نحو 3500 جندي، من اللواء الثاني من فرقة المشاة الأولى في الجيش الأميركي. وكان قائد القيادة الأميركية لأفريقيا «أفريكوم»، الجنرال كارتر هام، قد أعلن أن اللواء الثاني لديه طائرات بدون طيار التي سيكون استخدامها هناك مفيداً، كما ستساعد هذه القوات كينيا واوغندا في حربهما ضد مقاتلي حركة «الشباب» الصومالية. ولدى «البنتاغون» أيضاً خطط لإجراء نحو 100 مناورة عسكرية وبرامج تدريب وأنشطة أخرى متنوعة في مختلف أنحاء القارة الأفريقية.
ويعزو خبراء ومسؤولون أميركيون خطط نشر القوات الأميركية في أفريقيا، إلى الأهمية المتزايدة التي تعلقها واشنطن على حماية الاحتياطات النفطية الرئيسية في أفريقيا. وقال مسؤولون عسكريون إن باستطاعة الولايات المتحدة زيادة وجودها العسكري في أفريقيا ليصل إلى ما بين 5000 و 6500 جندي من مشاة البحرية «مارينز» والقوات الخاصة الموجودة في جيبوتي. وستستخدم هذه القوات نحو 12 قاعدة شبه دائمة في أفريقيا. وكان إنشاء «البنتاغون» قاعدة «ليمونيور» العسكرية في جيبوتي المجاورة للصومال، في سياق تعزيز الوجود العسكري الأميركي في أفريقيا.
ويتطلع المسؤولون الأميركيون إلى إقامة قواعد شبه دائمة في الجزائر والمغرب وربما تونس، التي زارها الجنرال هام ثلاث مرات منذ إطاحة حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي.
وتتوقع الولايات المتحدة الاحتفاظ بعدد قليل من هذه القوات في هذه المرافق، ثم تقوم باستبدالها بقوات أكبر، كما أنها تنظر في إقامة قواعد أصغر وأقل إنفاقاً في السنغال ومالي وكينيا وغانا. وقال مسؤولون إن المهمة الرئيسية للقوات الأميركية ستكون ضمان أمن حقول النفط الأفريقية التي يمكن في المستقبل أن تقدم نحو 25 في المئة من واردات النفط الأميركية، ومن بين الدول النفطية الرئيسية في أفريقيا نيجيريا والنيجر وليبيا.
وفي السياق، ذكر تقرير لهيئة خدمات الأبحاث في الكونغرس الأميركي، أنه على الرغم من النزاعات القائمة في دلتا النيجر ومناطق أخرى منتجة للنفط، فإن القدرة على اتمام عمليات الحفر في الأعماق في خليج غينيا ارتفعت ارتفاعاً ملحوظاً. ويقدر المحللون أن أفريقيا يمكن أن تمد الولايات المتحدة بـ25 في المئة من حاجتها إلى النفط حوالى عام 2015، فيما أكد مسؤول في البنتاغون أن «المهمة الأساسية للقوات الأميركية في أفريقيا هي تأمين الحقول النفطية في نيجيريا».