خاص بالموقع- أعلنت أجهزة استخبارات أميركية أنها تعتقد أن زعماء إيران لم يقرروا بعد صنع قنبلة نووية، وذلك في وقت تستعدّ فيه طهران والدول الست لاجتماع «حاسم» بشأن البرنامج النووي الإيراني، في اسطنبول الأسبوع المقبل. وقال مسؤولون حاليون وسابقون اطلعوا على المعلومات المتعلقة ببرنامج ايران النووي، إن التقديرات الجديدة استندت جزئياً إلى المعلومات التي وفرتها الاستخبارات الإسرائيلية، وخفّفت فيما يبدو، الضغط على زعماء اسرائيل وأميركا ليوجهوا ضربة عسكرية إلى البنية التحتية للبرنامج النووي الإيراني.
وذكروا أن هذه التطورات أعطت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما متنفساً للمضي قدماً في استراتيجيته المزدوجة التي تقوم على التواصل الدبلوماسي مع ايران مع مواصلة التهديد بفرض عقوبات اقتصادية أشد.
وقالت مصادر استخبارية إسرائيلية، إن اغتيال علماء نوويين ايرانيين وفيروس الكمبيوتر الذي يُزعم أنه أثّر على أنظمة التحكّم في أجهزة تخصيب اليورانيوم الإيرانية أبطآ على الأرجح تقدم البرنامج النووي الإيراني. ويتبنى هذا التقويم بعض الخبراء الأميركيين في المجال النووي والاستخباري لا كلهم.
وقال المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، الجنرال مايكل هايدن، «لدينا وقت أكثر مما تصورنا».
وأضاف أنه يعتقد الآن أن «لحظة القرار» المتعلقة بالضربة العسكرية المحتملة ضد إيران تأجلت الى «فترة الرئاسة المقبلة» التي ستحل بعد انتخابات عام 2012.
وفي الوقت نفسه، يعتقد مسؤولون حاليون وسابقون في الاستخبارات الأميركية، أن ايران تحاول بهمّة تجميع البنية التحتية والمعرفة التكنولوجية لتصنيع قنبلة ذرية إذا ما قرر الزعماء الإيرانيون ذلك.
وقال مسؤول أميركي يتابع القضية عن كثب، إن «رجال الاستخبارات يعتقدون أن الإيرانيين لا يتحركون بالضرورة بكل طاقتهم لتطوير سلاح نووي، لكن هناك نقاشاً قوياً الى حدٍّ ما داخل النظام الإيراني حول ما اذا كانت هناك ضرورة للمضي قدماً. هذا قرار مصيري لحكومة منعزلة وشعب يتابع ما تفعل عن كثب».
في المقابل، أعلن نائب رئيس مؤسسة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد احمديان، قرب مرحلة تنفيذ بعض البرامج قيد الإنجاز في مؤسسة الطاقة الذرية الإيرانية.
وأضاف أحمديان لوكالة الأنباء الرسمية الايرانية (إرنا)، «لدينا مشاريع جديدة قيد الإنجاز وعملياتها التنفيذية دخلت مرحلة التصنيف، وتقترب هذه المشاريع من مراحلها التنفيذية خطوة خطوة، فضلاً عن أن بعض هذه المشاريع تقترب من مراحل تنفيذها النهائي».
ورداً على سؤال عن مدى تأثير محاولات الغرب لوقف برامج ايران النووية، قال أحمديان «إن جميع آليات العمل لدينا تواصل نشاطها بقوة في جميع الاقسام المختلفة، ومحاولات الأعداء لم تؤثر على مسار نشاطاتنا، والخبراء والباحثون الإيرانيون تمكنوا من تحويل هذه التهديدات الى فرص واستثمار هذه الفرص بنحو جيد».
وتجتمع القوى الست الكبرى، الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، مع إيران الأسبوع المقبل في مدينة اسطنبول التركية، للحصول على تأكيدات من طهران بأنها لا تطور أسلحة نووية.
الا أن وزير الخارجية الإيراني بالإنابة، علي أكبر صالحي، شدد على أن البرنامج النووي الايراني لن يُبحث خلال هذه المباحثات. وأضاف صالحي أن أساس المفاوضات يجب أن يكون حول المحاور المشتركة الأمنية والاقتصادية ونزع السلاح النووي وعدم انتشاره.
من جهة ثانية، دعا وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الى اغتنام فرصة انعقاد اجتماع اسطنبول في 21 و22 كانون الثاني بين ايران والقوى العظمى لإزالة «الغموض» الذي لا يزال يحيط بالبرنامج النووي الإيراني.
وأضاف لافروف في مؤتمر صحافي «نحن مقتنعون بأن جدول الأعمال هذا لا يمكن إلا أن يكون شاملاً. ومن الضروري التشديد على أن يتضمن إزالة الغموض من البرنامج النووي الإيراني».
وقال لافروف إن «جدول الأعمال هذا يجب أن يتضمن كل الوجوه الأخرى التي تهمّ المشاركين، بمن فيهم ايران، أي المسائل الأمنية وتلك التي من الضروري تسويتها لتأمين العودة التامة لإيران الى المجموعة الدولية».
وأضاف أن الوضع «اتخذ منحىً حادّاً نوعاً ما، لأننا لا نرى تعاوناً كافياً من ايران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولأنه أثار الى حد كبير، هواجس مفرطة بطريقة مصطنعة».
وتحدث لافروف عن التهديدات التي عبّرت عنها الولايات المتحدة واسرائيل، ورأى أن طريقة التعاطي هذه «غير مجدية».
أما عن اقتراح إيران الذي طرحته على الاتحاد الاوروبي والصين وروسيا، القيام بزيارات لمواقع نووية، الذي وصفته الولايات المتحدة بأنه «تهريج»، فقد كرر لافروف القول إن هذه المبادرة «تستحق الاهتمام».
لكنه أشار الى أن هذه الزيارات لا يمكن «في أي حال عدّها بديلاً من عمليات التفتيش التي تقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية».
لكن وزارة الخارجية الصينية رأت أنه سيكون من «الصعب» على مندوبها لدى وكالة الطاقة في فيينا، أن يزور المفاعلات النووية الإيرانية.
في هذه الأثناء، التقى وزير الخارجية التركي، أحمد داوود أوغلو، مساعد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي باقري، في إطار الاستعداد للمحادثات النووية المقرر أن تبدأ في 21 كانون الثاني الجاري في اسطنبول.
وذكرت وكالة أنباء الأناضول أن داوود أوغلو ناقش في اسطنبول الاستعدادات للقاء الذي وصفته إيران بأنه الفرصة الأخيرة للتوصل إلى تسوية من خلال اتفاق لتبادل الوقود، وإلّا فستبدأ تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة، وهي خطوة كبيرة باتجاه إنتاج وقود لإنتاج سلاح نووي.
ويلتقي وزير الخارجية التركي اليوم مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كاثرين آشتون، التي وصلت في وقت سابق إلى اسطنبول للتحضير أيضاً للمحادثات النووية.
الى ذلك، تسلم وزير الخارجية الايراني‌ بالوكالة، علي اكبر صالحي، اليوم، نسخة من أوراق اعتماد السفير الصيني المعتمد لدى طهران، خو نيانغ يو.
من جهة ثانية، قال رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الايراني، علي اكبر هاشمي رفسنجاني، إن «وجهات النظر التي أتبنّاها لا تختلف مع ما تراه القيادة عموماً، ومن الطبيعي وجود اختلاف في وجهات النظر في الجانب التنفيذي»، موضحاً أن «من الواجب اتباع الأوامر التي تصدر عن القيادة» ممثلة بالمرشد الأعلى علي خامنئي.
وقال رفسنجاني خلال لقائه حشداً من العلماء وأساتذة الجامعات، «إن رأس مال الثورة الاسلامية العظيمة يحتاج الى الحماية ولا سيما في الظروف الحساسة الحالية».
وأضاف الرئيس الايراني الأسبق «الأعداء في الداخل والخارج يعملون باستمرار على بث الفرقة لاستهداف الوحدة بين القوى الثورية، وهو ما نشهده في الوقت الحاضر بوضوح لأن الأصل في ولاية الفقيه في الجمهورية الاسلامية يتمثل في الوحدة».



(أ ف ب، إرنا، رويترز، يو بي آي، فارس)