دعت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، قادة الدول العربية الى الإصلاح، محذّرة من أن التطرف يمكن أن «يملأ الفراغ». كلام كلينتون جاء خلال افتتاح «منتدى المستقبل» الذي انعقد في الدوحة، وانتهى من دون إصدار بيان ختامي. وقال مسؤول عربي، طلب عدم الكشف عن اسمه وشارك في مفاوضات البيان الختامي، «لن يصدر بيان ختامي عن المنتدى بسبب التعنت الكندي بخصوص بند فلسطين».
وكان المسؤول نفسه قد أكد أن كندا «تحاول بأسلوب متعنت فرض بند فضفاض لا يشير بوضوح الى حدود عام 1967 للدولة الفلسطينية وإلى القرارات الدولية، ما يمثّل استفزازاً لسائر المجتمع المدني والحكومات في العالم العربي، وحتى لأوروبا وواشنطن».
بدوره، انتقد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، البند المقترح المتعلق بفلسطين في البيان الختامي، داعياً الى تأكيد «الثوابت» ولا سيما حدود 1967 والقدس.
وقال قرقاش أمام المشاركين «علينا أن نخرج ببيان واضح.. مع التأكيد أن القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية وأن الاحتلال حتى حدود 1967 يجب أن ينتهي».
ودعا الى «بيان يشدّد على ما نعتبره أمراً مسلّماً به عالمياً».
وتابع متوجهاً ضمناً الى الدول الغربية بالقول «لا يمكنكم أن تأتوا الى المنتدى وتتكلموا مع المنطقة وتقولوا: نحن نتناول فقط الأمور التي نريد أن نتناولها، ولا نريد تناول الأمور التي تريدون أنتم تناولها».
وأضاف «أي شيء أقل مما جاء في البيان الرئاسي للمنتدى في المغرب عام 2009 لن نقبل به».
وشدّد على هذا الموقف وزير الخارجية المصري، أحمد أبو الغيط، معتبراً أن «القضية الفلسطينية هي الأساس في هذا الانزلاق بين العالم الغربي من جهة والعالم الإسلامي والعربي من جهة أخرى».
أما كلينتون فذكرت في كلمتها أمام المنتدى أن «كل بلد بالطبع أمامه التحديات الخاصة به وإنجازاته. لكن في أماكن كثيرة للغاية وبطرق كثيرة للغاية تغرق مؤسسات المنطقة في الرمال».
وأضافت كلينتون إن رحلتها كشفت الكثير من مؤشرات الأمل في وجود شرق أوسط جديد وخلّاق، مشيرة إلى مشاريع الطاقة النظيفة في دولة الإمارات العربية المتحدة وإشراك الشبان في العملية السياسية باليمن باعتبارها مؤشرات أمل في مستقبل جديد.
لكنها رأت أن التقدم متفرق وليس كافياً لإنقاذ حكومات المنطقة، والكثير منها غير ديموقراطي ويواجه خطراً متزايداً من حركات التطرف الإسلامي.
وقالت كلينتون لممثلي الحكومات وقطاع الأعمال والمجتمع المدني في (منتدى المستقبل) «من يتمسكون بالوضع الراهن قد يتمكنون من إخفاء الأثر الكامل لمشاكل بلدانهم لفترة قصيرة، لكن ليس الى الأبد».
وأضافت «إذا لم يقدم الزعماء رؤية إيجابية ويمنحوا الشبان سبلاً ذات معنى للمساهمة، فإن آخرين سيملأون هذا الفراغ. عناصر متطرفة.. جماعات إرهابية وغيرها والتي تستغل اليأس والفقر الموجودين بالفعل.. وتتنافس على النفوذ».
وكانت كلمات كلينتون التي تختتم جولة استغرقت خمسة أيام في منطقة الخليج، شديدة اللهجة خلال تجمع لزعماء المنطقة في قطر، وقالت إن عدداً كبيراً من حكومات الشرق الأوسط لا تلحق بركب التغيرات السكانية والسياسية.
ويشارك في المنتدى نحو120 منظمة من المجتمع المدني والقطاع الخاص في العالم العربي مع حكومات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ودول مجموعة الثماني، بحضور وزيرة الخارجية الأميركية ونظيرتها الفرنسية ميشال إليو ماري ووزراء خارجية من باقي دول مجموعة الثماني والمجموعة العربية.

وشملت جولة كلينتون في المنطقة الإمارات وسلطنة عمان وقطر إلى جانب اليمن.
وكان محور التركيز الرئيسي لكلينتون هو التشاور مع حلفاء رئيسيين حول قضايا ملحّة مثل البرنامج النووي الإيراني.
(رويترز، أ ف ب)