خاص بالموقع- يفضح كتاب، يصدر في الولايات المتحدة ودول عدّة هذا الأسبوع، دور الشركة الأمنية الأميركية العملاقة «دينكورب إنترناشونال» في ارتكاب جرائم بحق سكان البوسنة، بما في ذلك بيع فتيات لا تزيد أعمارهنّ على 12 عاماً والاعتداء عليهنّ وإرغامهنّ على ممارسة الدعارة. الشركة الأميركية نفسها تمارس نشاطات «حماية أمنية» بعقود تصل قيمتها إلى مليارات الدولارات في كل من العراق وأفغانستان كانت تعمل في البوسنة في التسعينيات ضمن عقود فازت بها من منظمة الأمم المتحدة. ولم يتأثر وضعها بالرغم من الاتهامات التي وجهت إلى ضباطها وجنودها الذين يوصفون بالمرتزقة المحترفين.
الكتاب من تأليف كاثرين بولكوفاتس، وهي موظفة أممية سابقة كانت تعمل كمحققة دولية في مجال حقوق الإنسان عبر الشركة نفسها، حصلت على وظيفة مغرية لدى شركة «داينكورب إنترناشونال» العسكرية الخاصة. وكانت الشركة تتولى في أواسط التسعينيات توظيف جنود وضباط أميركيين كقوات حفظ سلام في البوسنة. واضطرت بولكوفاتس الى الهرب من البوسنة خوفاً على حياتها بعد اكتشاف الجرائم التي كانت تمارس على أيدي قوات الشركة باسم حفظ السلام وحماية المدنيين.
قصة المؤلفة تحولت في وقت سابق إلى موضوع فيلم سينمائي يحمل اسم «ويسلبلوار» أو «المحذّرة»، بطولة النجمة الشهيرة راشيل فايس. لكن الشركة الأمنية الأميركية، ومقرها فيرجينيا، لم تتأثر بتلك الفضائح، ونفت نفياً قاطعاً أن يكون ضباطها وجنودها قد تورّطوا بتلك الجرائم. جرائم شملت شراء أسلحة ومراهقات من مافيات صربية وإعادة بيعهنّ في الكثير من العواصم الغربية.
وعندما علا صوت المراقبة الإنسانية خفضت الشركة رتبتها أولاً. ثم تلقّت تحذيرات من زملائها بأن حياتها باتت في خطر قبل أن تفقد وظيفتها تماماً. عادت إلى الولايات المتحدة ورفعت دعوى على الشركة لطردها من وظيفتها بغير وجه حق، وفازت بالدعوى.
لاحقاً، كتبت بولكوفاتس قصتها مدافعة عن مزاعمها بالقول إن من السهل الادعاء بأن تلك الممارسات الإجرامية تمت على أيدي مجموعة من الأفراد الفاسدين، «لكن اختفاء ملفات تجارة البشر المتعلقة بموظفي شركة «داينكورب» والإلغاء المفاجئ بدون شرح لمهمات التحقيق الشرعية الخاصة بانتهاك حقوق الإنسان، والتي شملت حالات يفلت فيها رجال يشترون مراهقات ويغتصبونهنّ في شتى أنحاء العالم، لا تكون هذه حالات منعزلة ولا يمكن إنكارها والقول بأنها جرت على أيدي أفراد شاذّين.»
وذكرت بولكوفاتس حالات اعتداء جنسية وانتهاك لحقوق الإنسان، شارك في الكثير منها موظفون أمميون من «داينكورب» في ما يزيد على 12 دولة. وأكدت أن استخدام شركات مقاولة أمنية خاصة تمخض عن «ولادة عصابات من المرتزقة المحصنين من الملاحقة والعقاب» على جرائمهم، «فهم يمارسون جرائمهم بسرّية تامة، ولا يخضعون لأي قوانين أو ضوابط أخلاقية، ويتمتعون برواتب عالية ضمن قوات يفوق عدد أفرادها عدد أفراد الجيش الأميركي نفسه. والأسوأ من ذلك كله، أن أساليب توظيف الأفراد وإغراءهم بالانخراط وطريقة إدارة هذه الفئة تتسم بالانحراف الخطر».
بدورها، ردّت الشركة على الكتاب بالنفي، مكتفية باتهام المؤلفة باستخدام خيالها في كتابة القصة.