خاص بالموقع- منذ صباح يوم الاثنين، كان الصحافيون الأميركيون يتصلون بمصادرهم في البيت الأبيض لمعرفة بضعة تفاصيل عن «خطاب حال الأمة» (State of the union adress) الذي ألقاه الرئيس الأميركي باراك أوباما في الساعة الخامسة من فجر اليوم (بتوقيت بيروت) لينشروها في صحفهم وعلى مدوّناتهم. كانت مفاجأة هؤلاء، إلى جانب التكتم الذي أبدته المصادر على غير عادتها، خبر استقالة كارول براونر، مستشارة أوباما لشؤون البيئة والطاقة. ويبدو أنّ أوباما فضّل التضحية ببراونر قبل بدء سنتين من الصراعات مع كونغرس يعاديه، لكونها من أبرز المدافعين عن خفض نسبة غازات الدفيئة التي تصدر عن الصناعات الأميركية. كذلك كان هناك استقالة مساعد وزير الخزانة لشؤون الإرهاب والجرائم المالية ستيوارت ليفي، أبرز مهندسي العقوبات الأميركية على إيران. وإذا لم يكن ذلك يكفي، تعرض رئيس موظفي أوباما السابق راحم عمانوئيل، وهو من أبرز المقربين منه، لضربة، مساء الاثنين، حين أعلنت محكمة النقض بإيلينوي أنّه لا يحق له الترشح لمنصب عمدة شيكاغو.
ورغم تكتم مساعدي أوباما على مضمون خطابه، إلا أنّه كان معروفاً منذ صباح أمس أنّ الاقتصاد سيكون عنوانه الرئيسي، وخصوصاً التعافي الاقتصادي وإعادة القدرة التنافسية الأميركية في الأسواق العالمية. وتسربت بعض المعلومات عن أنّ الرئيس الأميركي سيدعو إلى موجة جديدة من الاستثمارات من أجل خلق وظائف جديدة، عجزت رزمة التحفيز الاقتصادي على خلقها منذ إقرارها بداية عهده. استثمارات ستساعد مساعدة كبيرة على جعل الولايات المتحدة وجميع قطاعاتها الاقتصادية، قادرة على منافسة الدول الأخرى. كما توقّع البعض أن يتناول الخطاب موضوع الضرائب والرعاية الصحية والتعليم، وخفض الدين الحكومي وإصلاح عمل الإدارة الأميركية، دون تأكيد من داخل أروقة البيت الأبيض لذلك.

ويأمل أوباما، عبر خطاب ذي توجه اقتصادي، التقرب من الناخبين الذين عاقبوه في انتخابات تشرين الثاني الماضي، وأوصلوا غالبية جمهورية إلى مجلس النواب. وهكذا يمكنه أن يبني على ما سبق أن حققه في الأسابيع الماضية، وخصوصاً قبل نهاية 2010، من توافق بين الحزبين (تمديد خفوضات بوش الضريبية). ويترافق ذلك مع دفعة جديدة من المساعدين تصل بداية هذا العام إلى البيت الأبيض، من عالم المال والأعمال، المقرب من الجمهوريين في العادة.

لن يهدّئ الخطاب من انتقادات اليسار واليمين ضد أوباما. فمن يقفون إلى يساره، في حزبه وخارجه، لا يعجبهم ما يعدّونه الميل المتزايد لأوباما لإرضاء الشركات الكبرى، وخصوصاً في ما يتعلق بالتجارة الدولية والضرائب. أما اليمين، وخصوصاً «حزب الشاي»، فلم يسكتوا أبداً عن أيّ استثمارات حكومية سيعدّونها «إنفاقاً فدرالياً»، يسعون بكل الوسائل إلى التخفيف منه. وردّّ الفعل الجمهوري على ما سيقوله أوباما، سيكون عبر النائب الشاب عن ويسكونسن، بول راين، الذي اختاره حزبه ليرد على الرئيس في مداخلة تلفزيونية بعد انتهاء الخطاب.

لكن أهم ما سيأتي به هذا الخطاب هو تغيير طريقة جلوس الشيوخ والنواب في قاعة هؤلاء أثناء كلام أوباما، ليختلط الديموقراطيون بالجمهوريين كي لا يظهر الانقسام بين الطرفين كلما وقف مناصرو الرئيس للتصفيق له!