اقتحم مسلحون إسلاميون أمس فندق «راديسون بلو»، في العاصمة المالية، باماكو، واحتجزوا 170 شخصا، كان العديد منهم أجانب. وبعد ساعات، اقتحمت القوات المالية الخاصة الفندق، تدعمها قوات فرنسية وأميركية، في عملية أدت الى مقتل أكثر من 20 شخصاً، واثنين من المهاجمين، وتحرير من تبقى من الرهائن.
ليل أمس، قال متحدث باسم وزارة الأمن المالية، أمادو سانجو، إن مجموعة من المسلحين كانوا لا يزالون متحصنين في الطوابق العليا من الفندق، صامدين في مواجهة قوات الأمن المالية والأجنبية، حتى بعد إجلاء كل المدنيين من المبنى. وبحسب وكالة الأنباء الموريتانية، أعلنت جماعة «المرابطون» الإسلامية أنها تعاونت مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب في تنفيذ الهجوم على الفندق، ما يوحي بترابط الهجوم مع هجمات باريس التي وقعت يوم الجمعة الماضي، علماً أن القوات الفرنسية اجتاحت مالي مطلع عام 2013، بذريعة مجابهة تهديد الإسلاميين الأصوليين، بعدما سيطر مقاتلون من الطوارق وجماعات «جهادية» على شمال البلاد؛ ولا تزال قوات الإحتلال الفرنسي منتشرة في مالي، برغم حديث باريس سابقاً عن سحب قواتها بعد هزيمة هذه الجماعات.
ودخل المسلحون الفندق في باماكو صباح أمس في سيارة تحمل لوحات ارقام دبلوماسية، لتُسمع بعدها أصوات عيارات نارية من أسلحة رشاشة. وبحسب المجموعة المالكة للفندق، احتُجز نحو 170 نزيلا وموظفا في المبنى، من بينهم موظفون في شركات طيران فرنسية وتركية، إضافة الى مواطنين هنود وصينيين. وفور شيوع الخبر، قال متحدث باسم قوات الأمن الفرنسية إن 50 من عناصر «مكافحة الإرهاب» سافروا فوراً الى باماكو. وأوضح مصدر أمني أجنبي أن القوات الخاصة الفرنسية قدمت من عاصمة بوركينا فاسو المجاورة، واغادوغو، لتشارك في العمليات الى جانب القوات الخاصة المالية. وبحسب المصدر، تدخلت في العملية كذلك قوات خاصة أميركية، أنقذت 6 أميركيين «على الاقل» من الفندق. وأشاد رئيس مالي، ابراهيم بوبكر كايتا، في «تغريدة» على موقع التواصل الاجتماعي، «تويتر»، بـ«بمهنية قوات الدفاع والامن المالية»، وشكر «الدول الصديقة على المساعدة».
ويأتي الهجوم على الفندق عقب حصار استمر نحو 24 ساعة لفندق في بلدة «سيفاري» المالية في آب الماضي، قُتل فيه 5 من موظفي الأمم المتحدة، إضافة إلى 4 جنود ومثلهم من المهاجمين، كما قُتل 5 اشخاص، من بينهم مواطن فرنسي وآخر بلجيكي، في هجوم على مطعم في باماكو في آذار الماضي، في أول حادث من نوعه في العاصمة. وفي تسجيل تحققت السلطات المالية من صحته هذا الاسبوع، دان زعيم جاهدي في مالي «اتفاق السلام»، داعياً إلى شن المزيد من الهجمات ضد فرنسا التي قال إنها تساعد القوات المالية على قتال المتمردين.
(أ ف ب، رويترز)