خاص بالموقع- أتى إعلان الثامن من كانون الأول الماضي أن منظمة الفارك اليسارية الكولومبية ستفرج عن 5 رهائن لديها، اعتقلوا جميعهم في حوادث مختلفة تمتد بين عامي 2007 و2010، بمثابة «إحياء لجهود بييداد كوردوبا»، الشيخة الليبرالية اليسارية التي كانت قد أسهمت في السنوات الأخيرة في الإفراج عن 15 رهينة، والتي طردها القضاء من الكونغرس لإقامة «علاقات غير مشروعة مع منظمة الفارك». وأتى البيان الذي تضمن إعلان إطلاق اثنين من القوات المسلحة وعضوي مجلس بلدي وشرطي، بعدما أعلنت الفارك من قبل أنها لن تفرج عن أيّ رهينة جديدة، فيما سلّمت الحكومة باللجوء إلى كوردوبا في عملية الإفراج هذه التي تجري بالتنسيق مع الصليب الأحمر الدولي وبمساعدة الحكومة البرازيلية العملانية من طوافات وطواقم.
خصوصية عملية الإفراج هذه أنها امتدت على ثلاث مراحل: الإفراج عن اثنين نهار الأربعاء، وإطلاق رهينتين نهار الجمعة، والباقيان أطلقا اليوم.
واللافت أن كل عملية إفراج تجري إما في الجنوب وإما في الوسط، ووفق خطة أصبحت تقليدية. تعطي الفارك إحداثيات النقطة الجغرافية حيث سيحصل الإفراج، ويعلن الجيش وقف إطلاق نار في هذه المنطقة خلال فترة زمنية محددة تتضمن فترة الوصول والتسليم والانسحاب، ثم تسلّم الرهينة إلى الصليب الأحمر الذي ينقلها إلى ذويها.
ومع كل عملية إفراج، تبدأ الأسئلة لمعرفة ما إذا كانت هذه المرة فاتحة لعملية سلام لوضع حدّ لأحد أقدم النزاعات في العالم: عشية بدء عملية الإفراج، اقترحت الفارك التفاوض مرة جديدة، وأجابها نائب الرئيس أنجلينا غارزون بالقول «قلّلوا من البيانات السلمية وزيدوا من الوقائع السلمية».
وخلال هذا الأسبوع، جرت عملية خطف جديدة اعتقل فيها اثنان من القوات المسلحة، ما جعل الرئيس خوان مانويل سانتوس يهدد بوقف الضمانات التي أعطاها قبل أن يعدل ويقول إنه «سيقدّر بعد هذه العملية ما إذا كان سيسمح بعد بالإفراج بالقطارة حيث تتحول كل مرة إلى مهزلة وإلى استعراض إعلامي تستغله الفارك».
من جهتها، طالبت كوردوبا بلقاء الرئيس سانتوس، حيث تنوي عرض تكليفها تسريع التفاوض للإفراج عمّا بقي من رهائن، وقدّرت أنه سيُفرج عنهم جميعاً «قبل أواسط السنة».
ومن المعروف أن للحكومة عدة شروط قبل القبول بالشروع في التفاوض، أوّلها الإفراج عن جميع المخطوفين. وتراهن كوردوبا على قدرتها على إقناع الرئيس سانتوس ـ التي تميّزه عن سلفه ألفارو أوريبي ـ بضرورة إدراك الآن أن الإفراج جماعياً عن باقي الرهائن يجب أن يليه مباشرة فتح مسار تفاوضي وحيد مع الفارك، ولكن أيضاً مع «جيش التحرر الوطني»، مضيفة أن حصول تطورات كهذه«ممكنة قبل آذار». ويقال إن البرازيل أحد العاملين لتنضج الطبخة.