خاص بالموقع- حجزت الجمارك الأرجنتينية أسلحة ثقيلة وأدوية مخدرة وتجهيزات لوجستية غير مصرّح عنها، وصلت نهار الخميس الماضي، من ضمن شحنة رسمية على متن طائرة من سلاح الجو الأميركي.
وقدمت وزارة الخارجية الأرجنتينية شكوى رسمية بواسطة رسالة «تنديد شديدة اللهجة»، حيث قال وزير الخارجية هكتور تيميرمان، «إن على الولايات المتحدة أن توضح» السبب الذي «جعلها تخرق القوانين الأرجنتينية»، موضحاً أن ثلث الشحنة لم يكن مشمولاً في «مانيفستو حسن النية» الذي كانت السفارة الأميركية قد سلّمته إلى الأرجنتين.

والشحنة من ضمن تجهيزات تنقلها الولايات المتحدة لإعطاء دورة تدريب على الإفراج عن الرهائن كانت تنوي إعطاءها إلى الشرطة الأرجنتينية، وقد ألغيت الدورة إثر الحادث.



وتقول الرسالة الأرجنتينية إنه «حتى اللحظة (الاثنين الماضي) لا السفارة ولا حكومة الولايات المتحدة أعطت تفسيرات مرضية بشأن وجود الجزء غير المصرّح عنه في الشحنة، وعن وجهة استعماله». وأسفت للمعلومات التي أعطتها الولايات المتحدة للإعلام، والتي تتضمن «مغالطات ونواقص».

وعن هذا الموضوع، قال الأمين المساعد لشؤون المنطقة، الأميركي أرتورو فلنزويلا، إن «الولايات المتحدة تنتظر الإعادة الفورية للتجهيزات المحجوزة»، وأبدى «استعداد بلاده للاستمرار بالتعاون في مجال حيوي مثل تحقيق الأمن المواطني»، فيما ردّ تيميرمان بأنه «حتى اللحظة لم يقدّموا اعتذاراً ولم يتعاونوا مع التحقيق»، قبل أن يضيف «لا نتّهم الولايات المتحدة بشيء، ربما هم أيضاً كانوا على جهل، ولكن أفضل وسيلة لإثبات براءتهم هي في التعاون مع التحقيق». وأضاف تيميرمان «إن الأصح هو أن تبقى المواد في حوزة الجمارك والعدالة كما هي العادة في أي بلد عادي حريص على أمنه»، مشيراً إلى أن «القوانين موضوعة لكي يحترمها الجميع، بغض النظر عمّا إذا كانت الدولة كبيرة وقوية أو لا». وختم تيميرمان «إذا لم تعد السلطات المختصة بحاجة إلى هذه المواد، وإذا قُدّم طلب لاسترجاعها، فبالتأكيد ستعاد».
وكانت الطائرة قد وصلت إلى الأرجنتين نهار الخميس الماضي، وخلال تدقيق روتيني في حمولتها، تبيّن أنه لم يُصرّح عن ألف متر مكعب، وأوضحت السلطات الأرجنتينية أن «كل ما كان قد صُرّح عنه سُمح له بالدخول».

ورفض المسؤولون الأميركيون، الذين اشتكوا من «الإرهاب المعنوي الذي عوملوا به»، القبول بفتح الصناديق المعنية حتى وصلت المراجعة إلى الرئيسة كريستينا كيرشنير، التي أمرت بـ«بفتحها بوجود وزير الخارجية».

وكانت الولايات المتحدة قد طالبت ـ أسوة بحادثة مماثلة جرت في آب الماضي ـ بالسماح لها بإعادة الشحنة كاملة إلى بلدها، إلا أن الأرجنتين رفضت، مبررة أنه «في الحادثة السابقة لم تكن الشحنة قد أُفرغت بعد». وأوضحت أوساط حكومية أرجنتينية أنها لا تعتقد بوجود أي نية سياسية أو عسكرية في الحادثة، «ولكنها تدل على عجرفة أناس يعتقدون أنهم فوق أيّ مساءلة»، فيما عبّرت أوساط قريبة من الرئيسة عن «خيبتها، وخصوصاً بسبب الأكاذيب التي حيكت بعد وقوع الحدث».



وطالب القضاء الأرجنتيني من الجمارك تسليمه نسخاً عن كل الوثائق المتعلقة بالقضية، بما فيها المانيفستو وتقرير الكشف المفصّل، إضافة إلى لائحة من الأرجنتينيين والأميركيين الذين كانوا على صلة بالحادثة في المطار. وتعدّ حادثة الطائرة الأخطر في الشؤون العسكرية بين البلدين منذ عام 2004، حيث حاول 250 عنصراً من البحرية الأميركية كانوا قد شاركوا في مناورات مشتركة مع الأرجنتين جرت في الأوروغواي زيارة بوينس آيرس من دون التعريف عن هوياتهم للسلطات الأرجنتينية، متذرعين بـ«اعتبارات أمنهم الخاص»، إلا أنهم أُجبروا على الرضوخ.