أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن اليابان رفعت المستوى الإشعاعي في محطة فوكوشيما دايتشي إلى خمسة بدلاً من أربعة على مقياس من سبع درجات، وسط استئناف عمليات تبريد مفاعلات محطة فوكوشيما، فيما ارتفعت حصيلة الكارثة إلى 6911 قتيلاً.ونقلت وسائل إعلام يابانية عن وكالة الشرطة الوطنية إعلانها أن عدد القتلى وصل إلى 6911 شخصاً، فيما بلغ عدد المفقودين 10316 شخصاً. وذكرت الوكالة أن نحو 90 ألف عامل إنقاذ، بينهم عناصر من الشرطة وقوات الدفاع الذاتي، عثروا حتى الآن على 26 ألف ناجٍ.
ولمناسبة مرور أسبوع على وقوع الكارثة، وقف الناجون من الزلزال والتسونامي الهائل في شمال شرق اليابان دقيقة صمت على أرواح الضحايا، فيما أقر البرلمان مشروع قانون لتأجيل الانتخابات المحلية في المناطق المنكوبة، التي كانت مقررة في 10 نيسان المقبل و24 منه، من شهرين إلى 6 أشهر.
وللمرة الأولى منذ حلول الكارثة، لاحظ الخبراء تطوراً مشجعاً في محطة فوكوشيما التي تضررت أربعة من مفاعلاتها بفعل الانفجارات والحرائق، وذلك رغم إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن اليابان رفعت المستوى الإشعاعي إلى خمسة بدلاً من أربعة. وقال المستشار الخاص للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو، غراهام أندرو: «لا يزال الوضع خطيراً جداً في محطة فوكوشيما دايشي، لكن لم نشهد تطوراً نحو الأسوأ خلال الـ 24 ساعة الأخيرة، إلّا أنّ إمكان أن يتجه نحو الأسوأ لا يزال قائماً». إلا أن مصادر دبلوماسية أشارت إلى أن جسيمات مشعة بتركيز شديد الانخفاض يعتقد أنها من محطة فوكوشيما رُصدت على الساحل الغربي للولايات المتحدة. وتجدر الإشارة إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتزم عقد اجتماع استثنائي بعد غد بشأن المحطة النووية اليابانية.
من جهته، أعلن مسؤول في منظمة الصحة العالمية أنه «لا دليل حالياً على أي انتشار دولي ملحوظ للإشعاعات النووية المتسربة من محطة فوكوشيما»، لافتاً إلى عدم وجود أي خطر مباشر على صحة البشر خارج المنطقة التي تقع فيها المحطة. ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» عن ممثل المنظمة في الصين، مايكل أوليري، دعوته الحكومات إلى «اتخاذ الخطوات اللازمة لوقف الشائعات»، مشيراً إلى ضرورة عدم استهلاك الصينيين ملح اليود ضد الإشعاعات، قائلاً إن «تناول جرعات زائدة من المكملات الغذائية التي تحتوي على يوديد البوتاسيوم قد يكون له آثار جانبية محتملة».
وبقي الهم الأول بالنسبة إلى مؤسسة الكهرباء اليابانية هو إعادة تزويد المحطة بالكهرباء لتشغيل مضخات التبريد في المفاعلات وملء الأحواض. وعمدت أربع مروحيات عسكرية يابانية إلى رش مئات آلاف الليترات من المياه على المفاعلين الثالث والرابع والأبنية.
في هذا الوقت، تعهد رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان «إعادة بناء» اليابان مرة أخرى، والسيطرة على الوضع في محطة فوكوشيما النووية، معلناً «نحن نمر بأزمة تمثّل اختباراً للشعب بأسره». وأضاف «اليابان تعافت بالكامل بعد الحرب. وبقوة الجميع سنعيد مرة أخرى بناء البلاد»، لافتاً إلى أن «الحكومة ستعيد الى الناس شعورهم بالثقة».
وأقر كان بأن محطة فوكوشيما لا تزال تواجه «صعوبات كبيرة»، إلا أنه تعهد أن «تتولى الحكومة زمام الوضع بحزم».
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)