كان اليمن محط عدد من المواقف الصادرة عن دول غربية، ولا سيما بعد التحولات المفصليّة أمس، وسط إعلان عدد من سفراء اليمن حول العالم دعمهم للثورة. وأبلغت الإدارة الأميركية الحكومة اليمنية بأن العنف الذي شهدته العاصمة صنعاء في الأيام الأخيرة هو أمر «غير مقبول». وقال مساعد مستشار الرئيس باراك أوباما لشؤون الأمن، بين رودس، إن «ما يثير قلقنا الآن هو العنف الذي شهدناه في الأيام الأخيرة»، مضيفاً: «أبلغنا حكومة اليمن أن هذا النوع من العنف غير مقبول».
وحثت السفارة الأميركية مواطنيها في اليمن على البقاء في منازلهم نظراً لعدم الاستقرار في البلاد.
من جهته، أعلن الاتحاد الأوروبي أنه سيراجع سياسته المتعلقة باليمن إذا لم يُضمَن أمن المتظاهرين المعارضين للرئيس علي عبد الله صالح. وأصدر مجلس الاتحاد الأوروبي الذي عقد في بروكسل أمس، بياناً أعرب فيه عن قلقه الشديد حيال الوضع في اليمن وزيادة العنف، وأدان بشدة استخدام العنف ضد المتظاهرين، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى. وحثّ قوات الأمن على الامتناع عن استخدام العنف ضد المتظاهرين على الفور، قائلاً: «إذا لم تضمن سلامة المتظاهرين، فسيراجع المجلس والدول الأعضاء سياساتهم تجاه اليمن».
كذلك طالب البيان الحكومة وجميع الأطراف ببدء حوار شامل، من دون تأخير للتوصل إلى عملية انتقال سياسية منظمة، مشدداً على أهمية إجراء إصلاحات سياسية واقتصادية من أجل مستقبل اليمن.
أما فرنسا، فباتت أول دولة غربية تطالب علناً برحيل الرئيس اليمني، بعدما أعلن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه في ختام اجتماع مع نظرائه الأوروبيين: «يبدو اليوم أنه لم يعد من مفر لتنحي صالح». وقال: «يتعين اليوم مساعدة الراغبين في الدفع قدماً نحو حقوق الإنسان وبناء الديموقراطية. إنه أمر مهم بالنسبة إلى جميع الدول. نقول ذلك لليمن حيث الوضع يتدهور». وأضاف: «ينبغي أن تأخذ السلطة الحاكمة هذا الأمر في الحسبان».
وأعلن وزير الخارجية الفرنسي أن باريس تقدم دعمها «لكل الذين يقاتلون من أجل الديموقراطية» من دون عنف، مندداً بـ«الأنظمة الفاسدة والممارسة الديكتاتورية وتولي السلطة لفترات طويلة مزمنة».
بدوره، قال رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون إن بريطانيا «منزعجة للغاية» بسبب الأحداث الجارية في اليمن، و«ندعو كل بلد في هذه المنطقة إلى تلبية تطلعات شعبه بالإصلاح لا بالقمع».
من جهة أخرى، وجه خمسة سفراء يمنيين في أوروبا رسالة إلى الرئيس اليمني يطالبونه فيها بالاستقالة، كما أعلن السفير اليمني في باريس خالد الأكوع. وقال إن السفراء في باريس وبروكسل وجنيف وبرلين ولندن، إضافة إلى القنصل في فرانكفورت، «وجهوا رسالة إلى صالح يطلبون فيها الاستجابة إلى مطالب الشعب والاستقالة لتفادي إراقة الدماء».
وأعلن سفيرا اليمن في مصر عبد الولي الشميري، وفي الجامعة العربية عبد الملك منصور «انضمامهما إلى الثوار»، بحسب دبلوماسي يمني في العاصمة المصرية، موضحاً أنهما «سيستمران في تمثيل الشعب اليمني في مصر ولدى الجامعة العربية».
كذلك انضم السفير اليمني في الرياض، محمد علي الأحول، إلى المتظاهرين، وقال: «أعلن دعمي لثورة الشباب والتغيير في اليمن»، وتبعه السفير اليمني لدى الأردن شايع محسن، الذي نفا استقالته قائلاً: «أنا باق في منصبي، فأنا لا أمثل النظام في اليمن بل أمثل الدولة اليمنية». أما في سوريا، فقد أعلن السفير اليمني عبد الوهاب طواف استقالته من منصبه سفيراً لبلاده ومن عضوية الحزب الحاكم احتجاجاً على قتل المعتصمين.
في روسيا أيضاً، أعلن السفير اليمني محمد صالح الهلالي تأييده للثورة السلمية للشباب.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)