قبل سنة من الانتخابات النيابية الإسبانية، قرر الزعيم الاشتراكي، رئيس الوزراء، خوسيه لويس ثاباتيرو، إعلان نيّته عدم الترشح لولاية ثالثة، فيما ينحصر الصراع على خلافته بين شخصيتين: نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية العتيق ألفريدو بيريز روبالكابا، ووزيرة الدفاع كارمين شاكون.وفيما ترجّح استطلاعات الرأي روبالكابا، الذي يؤيّده كبار مسؤولي الحزب، تصف الاستطلاعات نفسها شاكون، المقرّبة من ثاباتيرو، بأنها أفضل وزيرة في الحكومة، وقد تمثل تغييراً نسائياً وشبابياً ومناطقياً لانحدارها من كاتالونيا. إلا أن هوية المرشح الاشتراكي ستتحدّد بعد انتخابات المحافظات التي ستجري الشهر المقبل.
وكان ثاباتيرو قد استغل مناسبة انعقاد اجتماع اللجنة الفدرالية، وهي بمثابة اللجنة المركزية للحزب العمالي، ليتطرق إلى الموضوع الذي يشغل بال قياديي الحزب منذ أشهر طويلة. بدأ ثاباتيرو كلامه بالتطرق طويلاً إلى الأزمة التي تعاني منها إسبانيا، وإلى جهوده الحثيثة لمواجهتها ولتحديث الاقتصاد دون المس بالمكتسبات الاجتماعية الأساسية. وأقرّ بأن إسبانيا لم تصل بعد إلى شاطئ الأمان، وأن الكثير من المواطنين لا يزالون يعانون من القلق أمام المستقبل، ولكنه رأى أن الثقة بدأت رغم تفاقم الأزمة البرتغالية.
وبعدما أكد ثاباتيرو أنه باق حتى نهاية الولاية، ومصمّم على الاستمرار بالإصلاحات، لأن «تحقيقها فقط سيتيح لنا القيام بنقلة نوعية جديدة»، انتقل «بهدوء وطبيعية إلى الانتظار الذي يمثّله موقفي من ترشحي إلى الانتخابات العامة المقبلة». وأكد أنه يرى أن «ولايتين، أي ثمانية أعوام، هما الفترة المقبولة لشخص على رأس السلطة، وذلك فيه مصلحة الحزب والبلد وعائلته». وأضاف «مع مرور السنوات، ترسّخ هذا الاقتناع لدي، وما كان اقتناعاً عندي تحول اليوم إلى تصميم شخصي، وهو هذا القرار الذي أودّ أن أخبركم عنه».
وبينما جدول ثاباتيرو خروجه من الحياة السياسية، من دون أن يصفّق أو يعترض أحد، تحدث عن «مسؤوليته في إنهاء ما بدأ به»، قبل أن ينتقل إلى شرح لماذا اختار هذا الوقت بالذات، ليجيب بذلك عن الضغط الذي لم يتوقف عليه من قبل زعماء الحزب الذين كانوا ينظرون بقلق متزايد إلى تفاقم الفارق بين الاشتراكي والحزب الشعبي اليميني المعارض الذي تخطّى 15 نقطة لمصلحة هذا الأخير، حسب استطلاعات الرأي.
وأوضح ثاباتيرو أن فترة سنة كافية لكي تُختار قيادة بديلة لتخوض الانتخابات مع حظوظ معقولة، مشيراً إلى أن آلية تعيين خلفه ستكون ديموقراطية، في انتقاد لاذع لخصمه السابق خوسيه ماريا أثنار الذي عيّن خلفه ماريانو راخوي.
كذلك انتقد ثاباتيرو طبيعة المعارضة التي يمارسها الحزب الشعبي، «مراهناً على تعمق الأزمة، عكس نوعية المعارضة التي خضتها قبل الوصول إلى السلطة». وقال «اقتناعي أن الأفق سينكشف قبل مرور السنة، والمسؤولية لمصلحة البلد أهم من المصلحة الحزبية».