أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، أمس، أن بلاده تعمل على صوغ «خريطة طريق» لوضع نهاية للحرب في ليبيا، ستتضمن وقف إطلاق النار وانسحاب قوات الزعيم الليبي معمر القذافي من بعض المدن. وبعد محادثات أجرتها أنقرة مع مبعوثين للحكومة الليبية وممثلين للمعارضة، قال أردوغان، في مؤتمر صحافي في أنقرة، «نحن نعمل على وضع تفاصيل خريطة الطريق هذه». وأضاف أردوغان «إن وقفاً حقيقياً لإطلاق النار يتعيّن تطبيقه فوراً، وعلى الوحدات العسكرية الخاضعة للقذافي أن ترفع حصارها عن بعض المدن والانسحاب».
وطلب أردوغان أيضاً فتح «ممرات إنسانية آمنة» لتقديم المساعدة إلى الشعب الليبي.
ميدانياً، قتل خمسة ثوار ليبيين بضربة جوية نفّذها حلف شمالي الأطلسي على أحد مواقعهم قرب بلدة البريقة النفطية. وتحدث مقاتل مصاب، يدعى يونس جمعة من مستشفى في أجدابيا، عن «هجوم جوي من حلف شمالي الأطلسي علينا»، فيما قال ممرض يدعى محمد علي إن خمسة أشخاص على الأقل قتلوا في الهجوم.
وفي السياق، كشفت صحيفة «الغارديان» أن بريطانيا ستحثّ دولاً عربية على تدريب قوات المعارضة الليبية لتعزيز موقفها في ساحة المعركة، قبل التفاوض على وقف إطلاق النار.
وقالت الصحيفة نقلاً عن مصادر عسكرية بريطانية، إن لندن تبحث أيضاً في التعاقد مع شركات أمن خاصة، يعتمد بعضها على جنود سابقين في القوات الخاصة البريطانية، لتدريب قوات المعارضة الليبية غير المنظمة على نفقة دول عربية.
وأضافت أن أعضاءً في منظمة حلف شمالي الأطلسي يبحثون في الطلب من دول عربية، مثل قطر أو الإمارات المشاركتين في فرض الحظر الجوي، تدريب قوات المعارضة الليبية، أو تمويل تدريبها، في ما يعدّ في الواقع المرحلة الثانية من المعركة لإطاحة الزعيم الليبي. ونسبت الصحيفة إلى مصادر في الحكومة البريطانية قولها «إن دولة عربية أخرى هي الأردن قد تكون على استعداد لتدريب المتمردين الليبيين».
من جهته، أعلن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه، في جلسة مساءلة في مجلس الشيوخ في باريس، أن «المسألة المطروحة اليوم هي معرفة الشروط التي سيرحل بها القذافي، لا كيف سيبقى في الحكم. أعتقد أنها أول نقطة مسجلة». وأضاف «فضلاً عن حماية المدنيين في بنغازي خصوصاً، لقد توصلنا إلى زعزعة استقرار القذافي»، معترفاً بوجود خلافات مع دول أوروبية أخرى بشأن طريقة تنحّي القذافي. وأقرّ الوزير الفرنسي بأنه «في قرار الأمم المتحدة»، وفي الإطار الذي يندرج فيه تدخّل الائتلاف الدولي، «ليس وارداً أننا نريد التخلص من القذافي».
وكان وكيل وزارة الشؤون الخارجية الإيطالية، ألفريدو مانتيكا، قد أبلغ وكالة الأنباء الإيطالية «آكي» أن «المعضلة في ليبيا سياسية في الدرجة الأولى، وللسلاح دور إن كانت هناك استراتيجية سياسية متّبعة، وإلّا ستدخل البلاد في مرحلة جمود، هي الأخطر بالنسبة إلينا».
وفي واشنطن، اعترف قائد القيادة الأفريقية للقوات الأميركية، الجنرال كارتر هام، أمام الكونغرس، بأن حالة جمود بدأت تنشأ في ليبيا بين المعارضة وقوات القذافي.
في هذا الوقت، قالت وزارة الخارجية في مالطا إن وزير الطاقة الليبي السابق، عمر فتحي بن شتوان، فرّ إلى مالطا من مدينة مصراتة الليبية المحاصرة.
من جهة ثانية، قال الوكيل المُرتقب لشؤون الاستخبارات المالية في وزارة الخزانة الأميركية، ديفيد كوهين، إن الأصول الليبية التي جمّدتها الولايات المتحدة في إطار العقوبات ضد القذافي وكبار مسؤوليه تجاوزت الآن 34 مليار دولار.
وأضاف أمام مجلس الشيوخ، في جلسة للتصديق على اختياره لشغل هذا المنصب، أن السلطات الأوروبية جمّدت «كمية كبيرة».
من ناحية ثانية، أعلنت شركة «مايكروسوفت» الأميركية للمعلوماتية، أن المسؤول عن فرعها في ليبيا، خالد الحاسومي، معتقل لدى سلطات القذافي منذ 19 آذار، وقالت إنها تعمل مع عائلته ومنظمات دولية للإفراج عنه.
وأعلنت منظمة مراسلون بلا حدود أن أربعة صحافيين (اثنان من جنوب أفريقيا وأميركي وإسباني) هم في عداد المفقودين منذ الرابع من نيسان في شرق ليبيا.
إلى ذلك، قال مصدر سوري مطّلع إن سلطات مرفأ بنغازي، الذي تسيطر عليه المعارضة الليبية، منعت سفينة كانت تنوي إجلاء 1100 مواطن سوري من تنفيذ مهمتها.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)