تشهد البيرو غداً الدور الأول من الانتخابات الرئاسية إضافة إلى الانتخابات النيابية، فيما يظهر هناك تفتت قياسي في نتائج الكتل البرلمانية، ومؤشرات على حصول دورة ثانية. انتخابات الدورة الأولى قد تحدّد أحلى الأمرّين للانتخابات في البيرو (ثالث أكبر بلد في أميركا الجنوبية مساحة ورابعهم سكاناً)، دائماً نكهة خاصة. فالإثارة سيدة الموقف والمفاجأة دائماً واردة. البيرو بلد يعرف مستويات نمو فريدة، ولكن أيضاً مستويات تهميش وإقصاء، يطال خصوصاً الهنود الذين يمثلون أقل بقليل من نصف السكان، ما أدى إلى نخر متزايد لأسس النظام الحزبي المترهل منذ نحو عقدين.المفاجأة كانت عام 1990 في فوز رجل مغمور من أصل ياباني هو ألبرتو فوجيموري، الذي وصل على أنقاض أخطاء سياسي شاب واعد اسمه آلان غارسيا (الرئيس الحالي المنتهية ولايته). حكم فوجيموري البلد خلال 10 سنوات، وحوّلها إلى نظام نصف استبدادي قبل أن يغادر السلطة مرغماً ويلجأ إلى اليابان. وهو في السجن اليوم حيث يقضي عقوبة 25 سنة بعد اعتقاله ومحاكمته إثر عودته السرية للمشاركة في الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
عام 2006 ومع وصول المرشح القومي اليساري أوونطا هومايا، الذي تبنّاه الزعيم الفنزويلي، هوغو تشافيز، إلى الدورة الثانية، تحول غارسيا مخرجاً لأكثرية الناخبين الخائفين. لكن في الانتخابات الحالية، كل عناصر المفاجأة والإثارة متوفرة. أولاً شعبية غارسيا في الحضيض، ولهذا السبب وغيره ليس هناك مرشح عن حزبه هذه المرة، ما يعني أن حزب «أبرا» – آخر حزب تاريخي – سيُدفن في هذا الاستحقاق. في المقابل، لا يوجد هذه المرة ثلاثة مرشحين جديين قادرين على الانتقال إلى الدورة الثانية، بل أربعة أو ربما خمسة، ما يجعل الترجيح حتى هذه اللحظة مغامرة غير محسوبة.
لقد قرّر الرئيس السابق، أليخاندرو توليدو، الترشح، مراهناً على الحاجة إليه لدحر خطر عودة فوجيموري أو وصول هومالا، فتصدّر السباق. لم يظهر كثيراً هومايا في بداية الحملة وقد أخذ مسافة هذه المرة مع فنزويلا هوغو تشافيز، ولجأ إلى شعارات «الأمل سيهزم الخوف». واستورد مستشارين من البرازيل، وقبل أسبوعين تصدّر السباق وصار شبه أكيد أن مرشح المستضعفين ذاهب إلى الدورة الثانية.
عند هذه اللحظة ترجح كافة استطلاعات الرأي خسارته فيها أمام من سيحل ثانياً أياً كان. ابنة فوجيموري أم توليدو، أم ربما أيضاً رئيس وزراء هذا الأخير، بدرو باولو كوزيزنسكي، وهو مرشح الشركات الكبرى الذي تنمو شعبيته منذ أسابيع باطراد بين شباب العاصمة.
إذا صحّت استطلاعات الرأي، فسيتواجه في الدورة الثانية أوونطا هومايا مع أحد أخصامه، الذي سينجح من بينهم في تخطي عتبة الـ20 في المئة من الأصوات.