واشنطن | رغم اهتمامها بأزمة ميزانية الحكومة الاتحادية، هيمنت على دراسات مراكز الأبحاث الأميركية الرئيسية سلسلة من القضايا العربية، والوضع الملتهب في العديد من الدول العربية. وتطرق التقرير الأسبوعي لمركز الدراسات الأميركية والعربية في واشنطن إلى مسألة الكلفة الاقتصادية الناجمة عن الإرهاصات الجارية، الذي أثارته مؤسسة «كارنيغي» للسلام، داعيةً الولايات المتحدة وأوروبا والصين والهند، كأكبر المستوردين للنفط في العالم، إلى ضرورة تقديم الدعم الاقتصادي لدول المنطقة خلال المرحلة الانتقالية.وقال التقرير إنه «يتعيّن على كل من البنك وصندوق النقد الدوليين استثمار إمكانياتهما المعرفية الهائلة ونشرهما في ذلك الاتجاه».
بدوره، تناول معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى (المحافظين الجدد) مسألة الاضطرابات الأخيرة في البحرين، مناشداً ضرورة محافظة الولايات المتحدة على علاقات ودّية مع دول مجلس التعاون الخليجي. وقال إنه «إلى جانب مركز دول مجلس التعاون الخليجي كأكبر خزان للنفط واحتياطي الغاز في العالم، فإن هذه الدول توفّر للولايات المتحدة تسهيلات عسكرية مصيرية لقواتها العاملة في المنطقة، في العراق وأفغانستان، إضافة إلى دورها في كبح إيران». هذا فضلاً عن أن الولايات المتحدة مصدر رئيسي للمعدات العسكرية إلى هذه الدول. وفي العام الماضي، عقدت السعودية أكبر صفقة أسلحة أميركية قدّرت بنحو 60 مليار دولار.
وتحدثت مؤسسة «هاريتاج» اليمينية عن التظاهرات في سوريا، فدعت الحكومة الأميركية إلى ضرورة «الإقلاع عن تفكيرها الرغبوي في المكاسب المفترضة لعلاقات ودّية مشتركة مع نظام الأسد الكاسر، وحشد ضغوط دوليّة قوية لحمل دمشق على احترام حقوق الإنسان، ووقف دعمها للإرهاب، وقطع علاقاتها النووية مع إيران وكوريا الشمالية».
وقال مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في تحليل موجة التظاهرات ونداءات التغيير «يُتطلب من بعض الأنظمة الحالية إعادة النظر في معظم توجهاتها نحو الحفاظ على الأمن القومي والاستقرار، وعلى الأنظمة الوليدة الأخذ في الاعتبار ما يمكن إنجازه من عدمه منذ البدء بأساليب تخدم شعوبها».
ولاقت التظاهرات التي تعمّ المنطقة العربية اهتمامات معهد «بروكينغز» الذي قال «قوبلت جرأة المتظاهرين العرب بتردّد المجتمع الدولي وعدم تماسكه في التجاوب مع المتغيّرات الجارية؛ فالنموذج الغربي للاستقرار (أي مقايضة المصالح بالمبادئ) قد انهار تحت وطأة التناقضات الذاتية. ورغم أن التدخل الغربي في ليبيا قد أسهم في تحسين صورة الغرب لدى العرب، ينتظر البعض في الوطن العربي ترجمة الغرب وحلفائه لمهمة «مسؤولية الحماية» للمدنيين في البحرين واليمن»، مشيراً إلى أنه « ليس هناك أي جهة تطلب التدخل العسكري، لكن ماذا بشأن ممارسة ضغوط سياسية حقيقية على الأنظمة كي ترضخ لمطالب المعارضة؟». وأوضح معهد أبحاث السياسة الخارجية، في استطلاع للرأي أجراه مطلع العام، أن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح لا يزال يتمتّع ببعض التأييد في البلاد، وأن مستويات دعم تدخل الولايات المتحدة في اليمن تقرب من الصفر، فيما يحظى تنظيم «القاعدة» في اليمن والجزيرة العربية بمستويات دعم مقلقة بين اليمنيين.