لم يضع مقتل زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن، حداً للحرب مع الولايات المتحدة، التي بدأت حملة لاغتيال المرشحين لخلافته، فيما شنت حركة «طالبان» سلسلة هجمات على مبان حكومية في قندهار. وأكد أحد أبناء قبيلة القيادي في تنظيم «القاعدة» أنور العولقي نجاته من غارة أميركية في محافظة شبوة (جنوب اليمن)، حيث لقي أحد عناصر «التنظيم» مصرعه. وقال إن «العولقي وسعودياً من مسؤولي قاعدة الجهاد في جزيرة العرب نجَوَا من صاروخ أطلقته طائرة أميركية من دون طيار على سيارة كانا يستقلانها فجر الخميس الماضي قرب عبدان

(50 كلم جنوب غرب عتق)»، فيما أكد مسؤول أمني يمني محلي «مقتل الشقيقين عبد الله ومبارك الحرد من عناصر «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» بصاروخ أطلقته طائرة أميركية من دون طيار، استهدفت سيارة في داخلها قيادي سعودي في التنظيم كان متوجهاً إلى منزل الشقيقين، لكنها أخفقت في إصابته».
وفي السياق، أعلن تقرير بثه موقع «الجزيرة نت» أن الغارة استندت إلى معلومات كشفتها مراسلات متبادلة بين العولقي وبين أسامة بن لادن، عثر عليها في المنزل الذي كان يقيم فيه الأخير. ونقل الموقع عن مصادر رفضت الكشف عن اسمها أن معلومات استخبارية أشارت إلى أن العولقي وعدداً من قادة «القاعدة» في جزيرة العرب غادروا مواقع إقاماتهم إلى أماكن مجهولة، عقب إعلان مقتل بن لادن في إجراء احترازي.
وعلى المقلب الآخر، أعلن مسؤولون أن حصيلة ضحايا سلسلة الهجمات التي تبنتها حركة «طالبان» على مبان حكومية في قندهار أول من أمس، ارتفعت إلى أربعة قتلى وأكثر من أربعين جريحاً. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية زيماري بشاري، إن ثمانية انتحاريين فجروا أنفسهم خلال الهجمات المتزامنة على مكتب حاكم قندهار توريالي ويسا ومكتب جهاز الاستخبارات الأفغانية ومواقع للشرطة. وفيما أوضحت «طالبان» أن الهجمات «جزء من هجوم فصل الربيع الذي بدأ في أول أيار الماضي، وقد خُطِّط لها منذ وقت طويل» ولم تربطها بمقتل بن لادن، رأى مكتب الرئيس الأفغاني حميد قرضاي أنها جاءت «رداً» على مقتل الأخير.
وتواصلت الاشتباكات بين القوات الأفغانية وحركة «طالبان» أمس، حيث سمع دوي نيران مدافع رشاشة وانفجارات في المدينة. وحاولت قوات أفغانية يساندها جنود من قوة المعاونة الأمنية الدولية التي يقودها حلف شمالي الأطلسي، القضاء على جيوب المقاتلين الذين تحصن بعضهم في مركز تجاري.
وكان «القاعدة» قد أكد، في بيان نشر على مواقع إسلامية، «استشهاد» زعيمه، متوعداً بالانتقام لمقتله وبـ«لعنة» ستلاحق الأميركيين وحلفاءهم. كذلك، توعد المتمردون الإسلاميون في حركة «الشباب» الصومالية، الذين أعلنوا ولاءهم لتنظيم القاعدة، «بمواصلة الجهاد ضد الكفار» والاستشهاد على غرار «قائدهم».
في هذا الوقت، أعلن مستشار الرئيس الأميركي باراك أوباما للأمن القومي، توم دونيلون، أن الولايات المتحدة «لا يمكنها أن تعلن أن القاعدة منيت بهزيمة، استراتيجياً» رغم قتل زعيمها بن لادن، مشيراً إلى أن التنظيم المتطرف «يبقى بمثابة تهديد للولايات المتحدة، لكننا أنجزنا مرحلة مهمة نحو تفكيكه». ولاحظ أن الرجل الثاني في التنظيم أيمن الظواهري «لا يملك مقومات الزعامة» مثل بن لادن، لافتاً إلى أن الظواهري بات «أول إرهابي مطلوب في العالم». وأضاف أنه «لا دليل يؤكد أن باكستان كانت على علم بمكان اختباء بن لادن».
وكان الرئيس الأميركي قد منح أعضاء الوحدة الأميركية التي «قطعت رأس القاعدة» تنويهاً رئاسياً هو أعلى مكافأة يمكن تقديمها لوحدة عسكرية، «تكريماً لخدمتهم ونجاحهم الاستثنائيين». كذلك بثت واشنطن أشرطة فيديو لبن لادن، عثر عليها في المنزل الذي قتل فيه في باكستان، والذي يعتقد أنه أمضى فيه خمس سنوات، كما أعلنت إحدى زوجاته. وأكد مسؤول رفيع المستوى في الاستخبارات الأميركية أن بن لادن كان «زعيماً نشطاً للقاعدة» يصدر تعليمات للتنظيم من منزله في أبوت آباد.
إلى ذلك، أعلنت صحيفة «صنداي إكسبرس» أن القوات البريطانية الخاصة أدت دوراً حيوياً في عملية قتل زعيم «القاعدة»، قائلة إن «اثنين من ضباط القوات الخاصة البريطانية، أحدهما برتبة رائد والثاني برتبة نقيب، شاركا في التخطيط للهجوم على المجمع الذي أقام فيه بن لادن».

(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)