دعا رئيس أركان الدفاع البريطاني، الجنرال ديفيد ريتشاردز، منظمة حلف شمالي الأطلسي إلى تكثيف الحملة العسكرية على قوات القذافي، من خلال تخفيف القيود المفروضة على أهداف القصف. وتزامن هذا التصريح مع ما كشفته صحيفة «دايلي ستار» عن أن وحدة من القوات البريطانية الخاصة انضمت إلى عملية مطاردة الزعيم الليبي، العقيد معمر القذافي.وقالت الصحيفة البريطانية إن الوحدة تسللت إلى معقل الزعيم الليبي في طرابلس بعد إرسالها إلى ليبيا من أفغانستان في مهمة البحث عن القذافي، ثم استُدعيت مقاتلات من منظمة حلف شمالي الأطلسي، لإنهائه بعد العثور على مخبئه.
ونسبت الصحيفة إلى مصدر أمني وصفته بالبارز قوله «إن القوات الخاصة البريطانية تتمتع بقدرات مميزة في العثور على الإرهابيين البارزين، وحصلت على هدف جديد، هو القذافي».
في غضون ذلك، دعا رئيس أركان الدفاع البريطاني منظمة الأطلسي إلى تكثيف الحملة العسكرية على قوات القذافي، من خلال تخفيف القيود المفروضة على أهداف القصف.
وقال ريتشاردز في مقابلة مع صحيفة «صنداي تليغراف» إنه يريد تغيير قواعد الاشتباك لتمكين مقاتلات الأطلسي من شن هجمات مباشرة على البنية التحتية لنظام القذافي لتسهيل سقوطه.
وأضاف: «نحتاج إلى ممارسة المزيد من الضغوط من خلال العمل العسكري المكثّف، والنظر جدياً في زيادة عدد الأهداف لكي نثبت للقذافي أن اللعبة انتهت وعليه أن يتنحى عن السلطة، أو مواجهة خطر يتمثل في أن الصراع يمكن أن يؤدي إلى تشبث القذافي بالسلطة، لأن حلف الأطلسي لا يهاجم حالياً البنية التحتية لنظامه».
وقال: «نحن لا نستهدف القذافي مباشرة، لكنه إن كان في مركز القيادة والتحكم وقُتل في غارة نفذتها مقاتلات حلف الأطلسي، فسيكون ذلك ضمن القواعد المدرجة في قرارات الأمم المتحدة».
وعلى المستوى الدبلوماسي، التقى الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، أول من أمس، رئيس المكتب التنفيذي في المجلس الوطني الانتقالي الليبي، محمود جبريل، الذي يواصل جولته الدولية سعياً وراء المال والسلاح للثوار الليبيين الذين يريدون إسقاط نظام القذافي.
وفي طرابلس، التقى المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى ليبيا، عبد الإله الخطيب، عدداً من المسؤولين الليبين، بعد وصوله آتياً من اليونان، حيث أجرى محادثات تناولت الأزمة الليبية.
في هذا الوقت، قال مصدر رسمي تونسي إن ثلاثة من ضباط الجيش الليبي انشقوا عن القوات الموالية للقذافي، تمكنوا من الفرار إلى تونس في سابقة تكررت خلال الأسابيع الماضية بنحو لافت.
وفي السياق، نقلت وكالة الأنباء التونسية عن مصدر عسكري رفيع، أن أكثر من مئتي عنصر من قوات القذافي حاولوا دخول تونس على متن خمسين سيارة رباعية الدفع، لكنه نفى اندلاع أي مواجهة مع هؤلاء الذين عادوا إلى ثكنهم قرب غزاية.
من جهة ثانية، دفنت ليبيا أول من أمس 11 رجل دين قتلوا، حسبما أعلن نظام القذافي، في غارة جوية لحلف الأطلسي.
وكان الحلف الأطلسي قد ذكر في بيان أنه أصاب مركز قيادة وتحكم في وقت مبكر من يوم الجمعة الماضي، مدعياً أن النظام الليبي كان يستخدم هذا المركز «لتنسيق الضربات على المدنيين».
في هذا الوقت، نفى أسقف طرابلس المونسنيور جيوفاني مارتينيللي، في مقابلة مع إذاعة فرنسا الدولية التصريحات التي نسبها إليه وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني، عن إصابة العقيد الليبي وفراره.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)