كان الترحيب بخطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما السمة التي طغت على مواقف مختلف الدول الأوروبية والعربية، باستثناء إيران التي رأت الخطاب جزءاً من «اليأس والتناقضات والتضليل» التي تمارسها واشنطنرحّبت المتحدثة باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، مايا كوتشيجاتشيك، بشدة بـ«تأكيد أوباما أن الحدود بين إسرائيل وفلسطين يجب أن تستند إلى حدود عام 1967، مع تبادل أراض يتفق عليه الجانبان، بحيث تكون الحدود ثابتة ومعترفاً بها منهما». وأوضحت أن ذلك يفترض «طمأنة المخاوف الأمنية لإسرائيل والتوصل إلى اتفاق حول المسائل التي أثرناها، ومن ضمنها القدس وقضية اللاجئين».
من جهة ثانية، أعلن وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي، بعد لقائه نظيريه الفرنسي آلان جوبيه والألماني غيدو فسترفيلي، أن بلادهم تدعم موقف أوباما. وأضاف «قال أوباما إن أوروبا نصحته بذلك، واليوم نحن نقدم دعمنا لقراره».
المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أعلنت بدورها تأييدها لخطاب الرئيس الأميركي، وقالت إن استناد اتفاق للسلام إلى حدود إسرائيل عام 1967 قد يكون مخرجاً للتقدم إلى الأمام. وأوضحت «أعتقد أن الاقتراح الذي يستند إلى حدود 1967 وبحث مبادلة الأراضي، أقول بحث الاقتراح لا التمسك بتعنت، سيكون شيئاً جيداً ومساراً ممكناً». وتابعت أن الوضع المتعلق بعملية السلام تغيّر منذ موجة الانتفاضات الشعبية التي اندلعت هذا العام في العالم العربي، مضيفة «هناك ارتباط وثيق بين عملية السلام في الشرق الأوسط والتطورات في العالم العربي».
أما الرئيس الإيطالي جورجيو نابوليتانو، فوصف خطاب نظيره الأميركي بـ«المشجع»، قائلاً إن أوباما «سيحقق هدفه، فهناك فرص كبيرة ايجابية ستنتج من هذه التطورات العربية على الصعد الاجتماعية والمدنية والديموقراطية». ولفت إلى أن هذه التطورات قد تستغرق بعض الوقت وترافقها لحظات «أليمة وصعبة»، مضيفاً «لا بد من أن ندعمها. علينا أن نعمل لإنجاحها من خلال تقديم شراكة قوية لأصدقائنا على الضفة الجنوبية من المتوسط، كي يتمكنوا من تحقيق حكومات رشيدة ومستقرة في المنطقة».
عربياً، أعلنت وكالة أنباء «الشرق الأوسط» أن الأمين العام لجامعة الدول العربية المنتهية ولايته، عمرو موسى، دعا أوباما إلى المضي قدماً في دعمه إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967، قائلاً إن «القضية الفلسطينية هي لبّ عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط»، فيما أمل الأردن أن يتبع أوباما «إجراءات ملموسة وفورية» للوصول إلى اتفاق عاجل حول الحدود والأمن. وقال وزير الخارجية ناصر جودة إن «هذه هي المرة الأولى التي يطرح فيها رئيس أميركي بمثل هذا الوضوح وفي خطاب سياسي عام ومعلن تصوره الرسمي حول موضوعي قيام دولة على أساس خطوط الرابع من حزيران 1967، ورؤيته الواضحة بأن هذه الدولة ينبغي أن تتمتع بالسيادة».
كذلك، رحبت البحرين بالخطاب، ونقلت وكالة الأنباء البحرينية الرسمية «بنا» عن رئاسة مجلس الوزراء أملها سرعة شروع الولايات المتحدة في الوصول إلى الخطوات العملية التي تتيح مثل هذا الحل الذي ستكون له انعاكاسات ايجابية على مجمل عملية السلام في الشرق الأوسط، فيما أبدت الصحف الخليجية اهتماماً متفاوتاً بالخطاب، حتى إن بعضها أخذ عليه ضعف الاقتراحات المقدمة حول القضية الفلسطينية.
في المقابل، كان لإيران موقف مغاير، إذ انتقد أمين المجلس الأعلى للأمن الوطني، سعيد جليلي، الخطاب، مؤكداً أنه يعبّر عن سياسة «اليأس والتناقضات والتضليل» التي تمارسها واشنطن، قائلاً إن «دعمه الدولة اليهودية يدل بوضوح على الطبيعة العنصرية لسياسة الولايات المتحدة». وأضاف «على واشنطن أن تعلم أن كل أرض فلسطين ملك للفلسطينيين. إنه مطلب شعوب المنطقة التي لن تقبل بأقل من ذلك».
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)